اقتربت الساعة. وهي استنساخ مطور لثورة الشباب في بوسطن عام 1773.. والمعركة التي يخوضها الشباب الأمريكي اليوم تكاد تتطابق مع تلك التي قادها أجداده قبل 234 سنة: العدالة الإنسانية، التغيير السياسي والاقتصادي، كرامة الموطن وهي تختلف عن كرامة الأبقار البرية! في دراسة نشرتها مجلة المخابرات المركزية "EXECUTIVE INTELLIGENCEREVIEW" - 25 مايو الماضي - تشخيص مفيد لأحوال هذه الثورة: "هناك احساس بأن قبضة خارجية تشل أكتاف الأمة الأمريكية، وتجعلها في حالة تغريب ESTRANGEMENT وتفصل العملية السياسية عن الحياة العامة للشعب بينما مصالح الأمة والمجتمع بلا راع يهتم ويستجيب. اخر تطور لثورة الشباب الأمريكي المهان قرار صدر في 16 مايو من مجلس مدينةدترويت يطالب بتوجيه اتهامات قضائية "IMPEACHMENT" إلي كل من: الرئيس جورج بوش، ونائبه ديك تشيني وتشارك في تقديم المقترح مونيكا كونيرز رئيسة المجلس وعضو المجلس جوان واطسون.. تم اقرار مشروع القرار بالاجماع ويفرض القرار علي مجلس النواب بواشنطن أن يبادر باتخاذ الإجراءات لتوجيه الاتهام القضائي المطلوب للرئيس ونائبه بدءا من الآن ASOFNOW. ويختص الكونجرس بمجلسيه باتخاذ اجراءات توجيه الاتهام ونظره والقضاء فيه طبقا لأحكام قانون جيفرسون وثمة مشروع توجيه اتهام إلي ديك تشيني قدمه النائب دنيس كوشينتش في 24 ابريل الماضي ويحمل رقم 333 ويتضمن 3 اتهامات رئيسية تستهدف منعه من إعلان الحرب علي إيران. ووراء متابعة سلسلة توجيه الاتهامات إلي بوش ونائبه حدث أخيرا اهتياج عظيم في ولاية فيرمونت. تضم الولاية 40 مدينة أصدرت جميع مجالسها قرارات بتوجيه الاتهام إلي الرئيس ونائبه وأرسلها مجلس شيوخ الولاية ابريل الماضي إلي الكونجرس في واشنطن ورغم هذا أصدر مجلس النواب في فيرمونت قرارا باسقاط هذه القرارات تاليا تحت ضغوط مكثفة من بيتر ويلش عضو مجلس النواب عن الولاية في واشنطن - ديمقراطي. بدعوي أن الحزب يري ان توجيه اتهامات قضائية للرئاسة الأمريكية لا ينبغي أن تكون له أولوية أولي تراجع سياسي، وجبن يتأصل في نفوس بعض زعامات الحزب الديمقراطي. هذا التراجع المهين للحزب الذي يتأهب لاستلام سدة الحكم في انتخابات الرئاسة نهار الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر عام 2008 إلا أن هذه السقطة السياسية دفعت دماء الحماسة في قلوب أعضاء مجالس المدن في انحاء الولاياتالمتحدة لكي يتمسكوا بعصا القيادة لدعم مسألة توجيه الاتهام إلي كل من الرئيس الفاشل، ونائبه الذي ضحي بالوف الشباب الأمريكي من أجل برميل بترول. *** من بين الأعمدة الفقرية التي تصلب عود الدعوة إلي محاكمة شخوص الرئاسة الأمريكية حركة شبابية قوية تحمل اسم "حركة لاروش" في 27 ابريل الماضي عقد الحزب الديمقراطي مؤتمرا في كاليفورنيا لدعم توجيه الاتهام إلي بوش ونائبه تشيني اهتزت قلوب الأمريكيين وهم يرون مجلس نواب الولاية - أغني ولاية في أمريكا وموطن كل صناعاتها الدقيقة والمتقدمة - يأخذ قراره باتهام تشيني بدعم معسكرات التعذيب في أمريكا والعالم.. وشباب حركة لاروش ينشدون علي انغام حماسية، وبعضهم يشرح للحشود مزايا توجيه الاتهام إلي شخوص الرئاسة والبعض طارد ديك تشيني نفسه ومعه زوجته وهم يزوران مرصد البحرية الأمريكية في لوس انجيليس إلي أن غادر هو ومرافقوه. انتقلت حرارة الحماسة إلي مدينة فيرمونت.. بيتر ويلش النائب الذي وقف وراء اسقاط قرارات الاتهام ضد بوش ونائبه رغم سبق الموافقة عليها، وقف في قاعة مجلس المدينة يخطب في جموع ناخبيه.. قاطعوه بطلب واحد أجمعوا عليه أن يردد علي أسماعهم اليمين البرلماني بأن يحمي الدستور وقاطعوه بصيحات الاستهجان "بو.. بو.. بو" حتي حلف اليمين. عنئذ تركوه وحيدا وغادروا القاعة منتهي الهزء والاهانة ولحق به لاروش زعيم حركة الشباب الأمريكي وهو وحيد في القاطعة وقال له بصوت صارم: "إن الشباب مستعدون لاستبدالك في انتخابات الكونجرس المقبلة إن رأوا في ذلك أي جدوي" والتقفه أحد منظمي حركة لاروش وقال له بكلمات تقريع لاسعة إن لم توقع قرار توجيه الاتهام لديك تشيني النائب الخسيس "DESPICABLE" كيف تتوهم أن يعاد انتخابك أمام شباب مصممين علي مساندة الحق؟! دعني افضي لك بخبر يتعسك سوف أرشح نفسي ضدك في الانتخابات المقبلة. في انتخابات تجديد الرئاسة الأمريكية 2004 وزع ليندون لاروش كتيبا صغيرا بعنوان ابناء الشيطان "CHILDREN OF SATAN" يستعرض فيه تاريخ ديك تشيني والمحافظين الجدد "NEW CONS" وهو تاريخ خبيث أسود يستهدف تحطيم الشعب الأمريكي بضربة واحدة والعجب كله ان القط انتخب من يخنقه لفترة جديدة اعطاه تصريحا بالقتل.