أثارت قضية الطب البديل جدلا واسعا في الشارع المصري خلال الفترة الماضية وذلك بعد أن انتشر الدجالون والمشعوذون ممن يدعون قدرتهم علي العلاج بالأعشاب. وبغض النظر عن الآراء المختلفة حول تلك الوسيلة العلاجية، وعن قناعتنا أيضا بأنها أسلوب علاجي مطلوب حتي لو ساهم في شفاء مريض واحد في ظل الارتفاع المجنون لأسعار الدواء.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا الهجوم علي أقدم أساليب العلاج والتي تمتد إلي أيام الفراعنة؟ وهل مافيا الدواء وراء تلك الحرب؟ "الأسبوعي" ناقشت الخبراء والمتخصصين في ضوء ما يشبه الحرب التي توجهها وزارة الصحة بأجهزتها علي مراكز التداوي بالأعشاب، ووسط مخاوف بعض المتخصصين من أن تقضي تلك الحملة علي الصالح والطالح من تلك المراكز. قال الدكتور تامر الفيشاوي أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة ان الطب البديل موجود ولا يستطيع احد انكاره.. فهو يعني علي سبيل المثال استخدام نظام غذائي معين في علاج السرطان بدلا من استخدام العلاج الكيماوي مشيرا إلي أنه يختلف عن العلاج المكمل وهو يعني استخدام علاج تقليدي مكمل للعلاج العادي مثل تدريبات العلاج الطبيعي. أوضح الفيشاوي ان الطب البديل ينقسم إلي أقسام عديدة مثل الوخز بالإبر وهو علاج صيني بديل وعلاج الكايروبراكتيك ويركز علي العلاقة بين العمود الفقري بالإضافة إلي برامج التخلص من سموم الجسم مثل الصيام والعلاج بالزهور والاعشاب. وقال ان مفهوم الطب الشامل يعني ايجاد منظومة مكونة من اطراف عديدة تشمل ثلاثية الطب الحديث والبديل والمكمل وذلك من أجل عمل توليفة مثلي.. ترتكز علي دلائل علمية وتستهدف صحة المواطنين مشيرا إلي أن الطب البديل لا يستخدم بشكل كبير في مصر بل هناك تنافر غير مبرر بين "الحديث" و"البديل" واستخدام العلاج الكيماوي والذي يوصي به الطب الحديث مشيرا إلي أن هناك اختلافا كبيرا بين مفهوم الطب البديل والمكمل فالثاني يعني استخدام انظمة علاج مختلفة بالإضافة إلي العلاج التقليدي . وأوضح أن فروع الطب البديل تنقسم إلي عدة أقسام منها الوخز بالإبر وهو من أقدم أنواع الطب الصيني والذي يصل عمره إلي مئات القرون وهو لا يعتمد علي الشعوذة والدجل وانما يعتمد علي الحقن ببعض الكائنات الحية التي تمتلك نوعا من الطاقة كذلك يوجد الطب الايروفيري وهو طب تحديد الغذاء حسب نوعية الاجسام. أضاف الفيشاوي ان هناك فروعا أخري للطب البديل مثل علاج الكايروبراكتيك ويركز علي العلاقة بين العمود الفقري والاعصاب وتأثير هذا علي الصحة الجيدة. كذلك برامج التخلص من سموم الجسم إضافة إلي الصيام والعلاج بالزهور والروائح وأخيرا العلاج بالأعشاب والذي يستحوذ علي 80% من حصيلة المعارك الموجهة للطب البديل. وأشار د. تامر الفيشاوي إلي أن مفهوم الطب الشامل يعني ايجاد منظومة مكونة من اطراف عديدة تشمل الطب الحديث والطب البديل والمكمل لايجاد التوليفة المثلي المرتكزة علي دلائل علمية تخدم مصلحة الطب وصحة المواطنين ولكن هذا المفهوم لا يطبق في مصر حتي الان بالطريقة المطلوبة لوجود الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب التنافر غير المبرر بين الطب الحديث والطب البديل. وأضاف أن هناك الكثير من الدول العربية والاجنبية التي حققت هذا المفهوم أي الطب الشامل علي أرض الواقع وفي مقدمتها الامارات والتي وضعت منظومة جمعت فيها بين أنواع الطب البديل والطب الحديث والعلاج المكمل وفي اطار من الشرعية التي تكفل محاربة ظهور أي بوادر للدجل والشعوذة. وأضاف الفيشاوي ان الخوف من انتشار المرتزقة وعدم وجود منظومة تجمع بين كل أنواع الطب وجعل المساحة خالية للكثيرين ممن يدلون بدلوهم في أمور الطب والعلاج دون دراية بأن يطلقوا علي أنفسهم لقب علماء أو أطباء! حقيقة علمية ومن جانبه يري د. خالد أبو زيد الاستاذ بكلية الصيدلة جامعة عين شمس ان التداوي بطب الاعشاب أو ما يسمي بالطب المكمل حقيقة علمية لا يمكن أن ننكرها ولا يمكن أن يتولي الطب الكيماوي زمام الأمور بمفرده ولكن لابد أن يكون النصف الاخر لطب الاعشاب وهذا ثابت في كل دول العالم المتقدمة كما توجد أقسام علمية موجودة بالكليات في جميع انحاء العالم مشيرا إلي أنه في كلية الطب في مصر يوجد قسم معني بالطب البديل وفي كليات الصيدلة يوجد علم "الفارما كوجنوذي" وهو علم مختص قائم بذاته ويدرس في كل جامعات العالم ومتخصص في دراسة الاعشاب والنباتات المختلفة ويصنفها لعائلات حسب المادة الفعالة الموجودة وبالتالي فإنه علميا موجود وهو من مهنة الصيدلي الاصلية ولكن للأسف ضعف التأسيس العلمي للصيادلة وانتشار الجامعات التجارية الهادفة إلي الربح هو السبب وراء اندثار هذا العلم حيث تحول الصيادلة إلي بائعين للأدوية في "البقالات" حسب قوله وتركت الساحة للسفهاء والدخلاء ومن نصبوا أنفسهم وأساءوا إلي هذا العلم العريق.