تحديات كثيرة تواجه تنفيذ الاستراتيجية العربية لمجتمع الاتصالات وتقنية المعلوماتية والتي تهدف الي تحويل المنطقة العربية الي منطقة مستخدمة ومنتجة ومصدرة للتقنية المتطورة تماشيا مع اتجاه العالم المتقدم بحلول عام 2020. ولاشك ان الوصول الي تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي يستلزم وجود شراكة قوية بين جميع القوي المؤثرة في المجتمع العربي مثل الحكومات واجهزة الاعلام والاجهزة التشريعية وقطاعات الاعمال الخاصة والعامة ومؤسسات التعليم وغيرها علي ان تكون القاعدة المشتركة لها جميعا هي تنمية الصناعات المرتبطة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحيث يجب ان تكون هذه الصناعات هي المفتاح المستقبلي لمواجهة المنافسة. ويقول المهندس عبد اللطيف بكير مدير ادارة تكنولوجيا المعلومات بجامعة الدول العربيه ان هناك ثلاثة محاور اساسية يمكن ان ينطلق منها تحقيق هذا الهدف. واضاف ان المحور الاول في تحقيق هذه الاستراتيجية هو تهيئة البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلوماتية والتي هي بدورها مجموعة من الاعدادات والتجهيزات منها علي سبيل المثال زيادة الوعي والمعرفة من خلال وسائل الاتصال والبحث العلمي وتنمية ثقافة تكنولوجيا المعلومات بدءا من الطفل العربي فضلا عن توحيد الدول العربية بقدر المستطاع ليس فقط في اللغة وحدها بل التوحيد ايضا علي مستوي رسائل التوعية المتبادلة بين الدول العربية وتوحيد الوسائل التكنولوجية المتاحة لاحداث التكامل بين الشعوب العربية فضلا عن تبني القيادات والقطاعات المختلفة التي لها علاقة بهذا المجال والايمان الكامل من قبل القيادات العربية بفوائد وعوائد استخدامات تكنولوجيا المعلومات في مجالات عديدة اقتصادية واجتماعية ومجالات التنمية البشرية بالاضافة الي القدرة علي التصدير والمنافسة في الاسواق العالمية وهذا للاسف ما تفتقده العقول العربية. حلم الشباب العربي اما بالنسبة للمحور الثاني الذي تعتمد عليه تحقيق هذه الاستراتيجية وهو تهيئة المناخ العام وتشجيع الاستثمار في هذا المجال فيقول المهندس بكير ان مجال تكنولوجيا المعلومات من اهم المناطق المطلوب الاستثمار فيها فضلا عن ان تحقيق هذه الاستراتيجية يعد بمثابة حلم اي شاب عربي فلابد من وجود ثقافة ورؤية واضحة من قبل القيادات المسئولة في هذا المجال علي مستوي وزراء الدول العربية في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتعليم والبحث العلمي والتنمية البشرية والاعتماد الاساسي علي فريق عمل متكامل من المتخصصين لتدريب الكوادر البشرية فلابد من وجود رؤية واهداف وخطة واضحة لتحديد نطاق الاعمال المناط بها كل فرد ولابد من تكاتف جهود كل هذه القطاعات والاتفاق علي برامج تعتمد في الاساس علي فريق العمل المتكامل حيث ان الاعتماد علي قطاع واحد لا يجر القاطرة. الجودة الغائبة وعن المحور الثالث في هذه الاستراتيجية وهو توسيع قاعدة تكنولوجيا المعلومات وتنمية السوق المحلي قال مدير ادارة تكنولوجيا المعلومات بجامعة الدول العربية انه لابد من اتاحة السلع للمستهلك العربي من ناحيتين الاولي هي سهولة وتيسير واتاحة سبل ووسائل استخدام تكنولوجيا المعلومات بأسعار مناسبة والثانية هي توفير مراكز التأهيل والتدريب لاخراج الكوادر المؤهله للتعامل في المجالات المختلفة من اجهزة ومعدات وبرامج بمستوي الجودة الذي يتناسب مع المستويات العالمية والتعامل مع هذه الاشياء بالجودة العالمية المطلوبة وهذا للاسف ماهو مفتقد في الاسواق العربية عبور الفجوة الرقمية اما المحور الاخير في هذه الاستراتيجية وهو توسيع مجالات البحث التطبيقي فلابد من توسيع المساحة المتوفرة للبحث العلمي في مجال تكنولوجيا المعلومات لاعداد الكوادر البشرية القادرة علي المنافسة لعبور الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول التي سبقتها في هذا المجال من خلال الدراسة والتدريب لنقل ماوصلت اليه تكنولوجيا المعلومات من علم الي الاجيال القادمة. وضع المعايير اما عن دور الجامعة العربية في تنفيذ هذه الاستراتيجية فيقول المهندس بكير ان الجامعة العربية تنادي دائما بعقد منتديات عربية مثل منتدي المعلومات العالمي الذي يعقد علي مستوي الدول العربية والذي يستقطب فيه المتخصصون والباحثون والدارسون لدراسة الافكار اللازمة لتحديد العناصر الاساسية لتحقيق ما تستهدفه المجتمعات العربية بالاضافة الي محاولة وضع معايير قياسية للتعامل بها بين الدول العربية حتي يكون هناك نوع من التكامل وسهولة التخاطب ووضع جداول زمنية لتنفيذ مراحل محددة وصولا الي الهدف الرئيسي في الموعد المحدد له ومن خلال المنتدي ايضا يتم استقطاب ذوي الخبرة في جميع مجالات تكنولوجيا المعلومات الذين لديهم القدرة علي نقل المعرفة لانشاء مراكذ تدريب تابعه لجامعة الدول العربية لعمل مجتمع عربي يعتمد في الاساس علي شباب عربي يتحدث لغة واحده هذا بالنسبة للدور التي يمكن ان تقوم به