سلطت مجلة "فوربز" العربية في عددها الخامس والثلاثين لشهر مايو 2007 الضوء علي ظاهرة تدفق الاستثمارات والكفاءات السعودية إلي دولة الامارات، ووصفتها بأنها بمثابة هجرة من المملكة يقوم بها المستثمرون ورجال الأعمال الباحثون عن فرص استثمارية في سوق الامارات التي تعتبر من أكثر الأسواق العربية حرية وانفتاحا علي الأسواق العالمية. وتناولت المجلة في ملف خاص أطلقت عليه عنوان "هجرة السعوديين" ابرز القطاعات الاقتصادية في الامارات التي بات للسعوديين حضور بارز فيها، ومنها القطاع العقاري وقطاعات المال والتجارة والصناعة، وصولا إلي المؤسسات الاقتصادية التي أصبحت تحتضن العديد من الكفاءات والخبرات السعودية كما هو الحال مع المصارف والمؤسسات الاعلامية القائمة في إمارة دبي وفي غيرها من امارات الدولة. وأعادت فوربز العربية كما جاء في افتتاحية رئيس تحرير المجلة الدكتور سليمان الهتلان، اسباب تدفق المستثمرين والسياح السعوديين علي الاماراتودبي بشكل خاص، إلي العديد من العوامل ابرزها ان ابناء المملكة وجدوا في البلد الجار ملاذا آمنا ومنفتحا لنشاط اقتصادي يتطلب سرعة في التنفيذ وعقلية تتجاوز البيروقراطية التي يعاني أهل المال والأعمال في السعودية والبلاد العربية الاخري منها مشيرا إلي أن دبي تفسح المجال واسعا أمام الأفكار الخلاقة وتمنح فرصا هائلة لتنفيذ مشروعات عقارية وسياحية قد لا تتحقق بسهولة في مدن عربية اخري. واشارت إلي أن تدفق السعوديين سياحيا ومستثمرين علي الامارات، ليس ظاهرة جديدة خصوصا وان البلدين يرتبطان بعلاقات اخوية وثيقة وتاريخية، نتجت عنها علي مر السنوات حركة تبادل تجاري قوية وحركة انتقال بينية للأفراد ورؤوس الأموال بالاتجاهين، إلا أن الطفرة الاقتصادية الواضحة التي شهدتها الامارات منذ بداية الألفية الجديدة وحتي اليوم، وما رافقها من تزايد في الفرص الاستثمارية المتاحة شكلت عامل جذب مهما للسعوديين الذين باتوا يعتبرون الامارات مقصدا للأعمال والسياحة في الوقت نفسه. وتضمن ملف هجرة السعوديين او لجوء في دبي كما جاء عنوانه علي صدر غلاف المجلة، رصدا للمجالات التي تتوجه إليها مليارات الريالات السعودية وتضخ في شرايين الاقتصاد الاماراتي والانعكاسات الاقتصادية التي تترتب عليها وذلك من خلال قصص واقعية لعدد من ابرز رجال الأعمال والمستثمرين والمصرفيين وكذلك الاعلاميين من المملكة، الذين آثروا تأسيس أعمالهم وتطوير استثماراتهم وخبراتهم انطلاقا من دبي بعيدا عن البيروقراطية الحكومية والمعوقات المرتبطة باستقدام العمالة الأجنبية وتعقيدات الكثير من الانظمة أمام الاستثمارات في المملكة العربية السعودية. إلي ذلك اشتمل العدد الجديد من "فوربز" العربية علي العديد من الموضوعات والمقالات الاخري التي تناولت قضايا مهمة في مجالات المال والاستثمار والصحة والتكنولوجية فضلا عن قائمة غلوبال 2000 التي تتحدث عن أهمية العولمة في عصرنا الراهن من خلال استعراض اداء كبري شركات العالم وافضلها اداء الي جانب تقرير خاص عن الفرق والنوادي الرياضية الأوروبية والمبالغ الطائلة التي تدفع مقابل انتقال ألمع نجوم كرة القدم فيما بينها.