حالة من الهبوط وضعف الاداء سيطرت علي اسهم قطاع البنوك في الفترة الماضية تأثرا بما حدث في عرض البنك الوطني للتنمية الذي هز ثقة المستثمرين في اسهم القطاع اجمع محللو وخبراء السوق ان اسهم البنوك استطاعت في فترة سابقة جذب العديد من المستثمرين لتوافر عوامل ايجابية الا ان ماحدث للوطني للتنمية اوجد حالة من الترقب والقلق لدي المستثمرين حول اسهم البنوك اشاروا لوجود بعض البنوك قوية الاداء لم تتأثر بما حدث كالبنك الاهلي سوستيه والتجاري الدولي. اوضح عيس فتحي العضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية لتداول الاوراق المالية ان اسهم البنوك اسهم استثمارية طويلة الاجل اما ثقافة السوق فتتجه للاسهم سريعة الحركة فعلي الرغم من تمتع البنوك باساسيات ومقومات جيدة الا انها لا تحظي بجاذبية كبيرة مما يجعل الاسهم الاخري اكثر ربحية لتوافر فرصة التحكم في اتجاهاتها علي عكس اسهم البنوك الصعبة في التحكم فيها فاسهم البنوك تتمتع بطبيعة موسسية تطبع شخصيتها علي حركة السهم. اضاف ان حركة السهم تتم في ضوء حركة الاسهم الاخري ففي حالة وجود نشاط وحركة للاسهم الاخري يتم الابتعاد عن اسهم البنوك والاتجاه للاسهم الاخري اي تحدث عملية استبعاد تكتيكي وليس استراتيجيا حيث يتم الرجوع اليه مرة اخري في حالة انخفاض الربحية باعتبارها اسهم امان فاذا كانت لاترتفع كثيرا فهي لا تهبط في حالة انخفاض الاسعار بشكل ملحوظ. اشار عيس الي سيطرة الافراد علي سوق المال واتسام حركتهم بالمزاجية وليست العقلانية كالمؤسسات كما ان تأثيرهم يكون اقوي من المؤسسات من حيث توجيه حركة السوق. اشار ان عمليات الاستحواذات والاندماجات التي تتم تؤدي لخروج الافراد لشعورهم بفقدهم الملكية والقدرة علي التحكم في السهم. اكد عيس علي ضرورة وجود بيان تفصيلي في حالة زيادة رءوس اموال البنوك توضح الاستخدامات التي ستتم والنتائج التي تترتب علي تلك الزيادات وهي ما تحث عليه اللائحة التنفيذية الا انه يتم الاكتفاء بجملة واحدة وهي "لتمويل توسعات مستقبلية" مما يترك المسألة لاجتهادات المحللين. ذكر مصطفي بدره مدير الاستثمار بشركة اصول لتداول الاوراق المالية ان الفترة الماضية شهدت طفرة شرائية كبيرة من جانب المستثمرين لاسهم القطاعات المختلفة وخصوصا القطاع المصرفي حيث استطاعت اسهم البنوك جذب العديد من المستثمرين الجدد لوجود عوامل ايجابية عديدة كتصفية مديونات بعض البنوك وسداد بعض رجال الاعمال للقروض وتسويتهم لميدونياتهم. اضافة الي ارتفاع الاحتياطي النقدي وثبات سعر العملة مما نشط التعامل علي اسهم القطاع وقاده للصعود. اضاف كان ابرز تلك الاسهم واكثرها نشاطا سهم البنك الوطني للتنمية الذي ارتفع من 10 جنيهات الي 35 جنيها وسهم البنك الوطني المصري والتمويل السعودي. اشار بدره الي ان اسهم القطاع تأثرت بعد ذلك بالعوامل السلبية التي حدثت كتأخير الطرح 10% من بنك الاسكندرية لنهاية العام والذي لم يكن متوقعا له كل هذا التأخير ثم ماحدث في تقييم البنك الوطني للتنمية حيث جاء عرض الشراء ب11جنيه بعد ان وصل سعره في السوق الي 37 جنيها هابطا بآمال المستثمرين كل ذلك اوجد حالة من الخوف أعقبها خروج وبيع لاسهم البنوك ادي الي تراجع القطاع. اكد وجود بعض البنوك النشطة التي لم تتأثر بما حدث مثل البنك التجاري الدولي وسوستيه جنرال اوضح ان عملية زيادة رءوس المال تعود بالنفع علي المستثمر لتوافر فرصة الحصول علي اسهم جديدة بالقيمة الاسمية ومن ثم زيادة عدد الاسهم التي يمتلكها الا انها قد توجد اتجاها بيعيا للاسهم في البورصة مشيرا الي انكماش القاعدة العريضة من المستثمرين الذين يقومون بالشراء. اكد علي اهمية دخول اوراق جديدة في البورصة المصرية لايجاد حالة جديدة من النشاط. اشار مصطفي الي ان القضية تتعلق بالتكامل والتوازن فلابد من تواجد اداء مالي متميز اضافة الي تواجد محسوس في التعامل من خلال الاسهم المطروحة في السوق. اكد سامح السبكي محلل وخبير سوق المال ان ما يحدث الان من ضعف اداء لاسهم البنوك ناتج عن فقد ثقة المستثمرين لتلك الاسهم تأثرا بما حدث للبنك الوطني للتنمية الذي قدم عرض شرائه 11 جنيها بعد تغطية 37 جنيه في السوق وسبقه المصري الدولي الذي هبط ايضا من 45 الي 30 جنيها بعد تقييمه وكذلك المصري الامريكي كل ذلك اوجد احساسا لدي المستثمرين بان اسعار اسهم البنوك الموجودة الان مبالغ بها واعلي من سعرها في حالة التقييم او البيع موضحا ان البنوك التي تعمل الان بشكل جيد مثل CIB هي بنوك مؤسسة اكثر منها افراد. اوضح السبكي ان قيام بعض البنوك بزيادة راسمالها امر طبيعي مضيفا ان البنوك التي يقل رأسمالها عن نصف مليون جنيه عليها تعديل اوضاعها لتستطيع الاستمرار في السوق او تدمج في بنوك اخري مع الاخذ في الاعتبار ان البورصة في الوقت الحالي غير محدودة الاتجاه وتتحرك بصورة عريضة. وصف السبكي عمليات الاستحواذ وخروج الاسهم من السوق بالامر الايجابي لما يضخه من اموال جديدة موضحا وجود بنوك هامشية ليس لها نشاط في حالة دمجها بنشاط التعامل عليها.