[email protected] لأنه ذاكراتنا التي لا ينبغي أن تشيخ أو يعلوها الغبار ولأنه الصديق الذي لا يغدر والنديم الذي لا يهجر والمحب الذي لا يجفو ولا يرحل ... لأنه الكتاب ملاذنا الأخير الذي نستند إليه وشمعتنا التي بنورها نستضيء ... لأنه الكتاب الذي يخترن كل أشيائنا الجميلة وتفاصيلنا الحميمة فكان علينا في ظل الحديث عن العالم الرقمي الذي نعيشه حاليا أن نعمل علي الحفاظ علي تراثنا من هذا الكنز الانساني الذي لا يقدر بقيمة مالية . وبصفته الآلية المناسبة للحفاظ علي هويتنا العربية وزيادة فرص دور النشر العربية علي الاستمرار في نشاطها وزيادة قدراتها التنافسية فإننا نتصور أن انخفاض نسبة الكتاب الالكتروني- النسخة الرقمية من الكتاب الورقي المنقول بجهاز الاسكانر - إلي نحو 1 % من اجمالي حجم سوق الكتاب الورقي في المنطقة العربية يشير إلي وجودة أزمة وفجوة كبيرة في مجال توجه دور النشر بالمنطقة إلي تعظيم الاستفادة من مفهوم الكتاب الرقمي واستمرار العمل بالمفهوم التقليدي للكتاب الورقي حتي داخل معظم جامعاتنا " حيث يشكل الكتاب الجامعي ما يعادل أكثر من 30 % من اجمالي حجم سوق الكتاب في منطقة الشرق الأوسط " . ولعل هذه الولادة المتعثرة للكتاب الالكتروني في دولنا العربية يرجع إلي مجموعة من الأسباب أهمها غياب الوعي لدي الكثير من دور النشر بأهمية الكتاب الالكتروني وضرورة العمل علي توفير نسخة رقمية مع اي كتاب ورقي يتم نشره هذا بالإضافة إلي أن الكتاب الرقمي - والذي يتم نشره علي الموقع الالكتروني لدار النشر - يمكن أن يشكل موردا ماليا متجددا للدار في ضوء زيادة قاعدة مستخدمي الانترنت سواء علي المستوي المحلي أو الاقليمي والعالمي وبالتالي فان سوق الكتاب الالكتروني يصبح العالم الافتراضي كله علي الانترنت وليس مجرد السوق المحلي فقط . كما نعتقد أن الكتاب الالكتروني يمكن أن يكون له دور جوهري في تغير عادة القراءة - في ظل انحصار هذه العادة لدي الكثير من الشباب وتحولها إلي الانترنت - حيث يمكن أن يثري النمط التقليدي للكتاب بصورته الحالية نتيجة ما يمكن أن يتيحه الكتاب الالكتروني من إمكانية لدمج الوسائط المتعددة السمعية والبصرية في إعداده وفتح مواقع للهوامش إثناء القراءة والتزود بالمعلومات الإضافية مثل إيجاد معني كلمة ما من القاموس الالكتروني المرتبط بالكتاب أو تقديم شروح المؤلف والكتاب والتحكم في حجم الحروف. لا شك أن الكتاب الالكتروني بات يشكل عنصر رئيسا لدي الكثير من دور النشر العالمية وهي تخطط لتسويق وتوزيع ما تقوم بنشره من كتب وحان الوقت لتقوم دور النشر في المنطقة العربية " والتي يمتلك 60 % منها مواقع الكترونية علي شبكة الانترنت " بتعميم الكتاب الالكتروني في كل ما تقوم بنشره من كتب في مختلف المجالات حتي يمكن للقارئ العربي أن يستفيد من ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي نحياها. للحديث بقية