نعم ليست الإدارة للأنشطة والعمليات مجرد وصفة يمكن أن نقرأها في كتاب أو نحضرها عند العطار، ونصبح بعدها مديرين أكفاء.. كما أن الإدارة ليست مجرد سلطة يستمدها المدير من الوضع الوظيفي أو الهيكل التنظيمي، فقد يكون المدير الحق موجودا وحاضرا خارج الإطار التنظيمي، وخارج خط السلطة الرسمي فيما يعرف بالتنظيم غير الرسمي، وهو يستمد قوته وسلطته هنا من قدرته علي الإدارة وعلي التأثير في الناس. الإدارة إذن أيها السادة ممارسة علي أرض الواقع اليومي، وحضور ووجود وتأثير، وهي تستمد مقوماتها من المعرفة والقدرة علي القيادة.. وتستمد فاعليتها ونجاحها من المهارات التي يتمتع بها هؤلاء القادة. والقيادة لها فنونها ودروبها التي تسلكها في إطار تلك المهارات لبلوغ الهدف وتحقيق النجاح والتميز في دورة العمليات من السوق والعملاء والطلب والعمليات والأسلوب والاَليات والمنتجات أو المخرجات سلعية أو خدمية. وجوهر إدارة العمليات يمكن أن نضع أيدينا عليه ببساطة ودقة من خلال أمرين هما نوع الفكر الذي تسوس به الإدارة الأمور من ناس وأموال وإمكانيات وموارد.. والقدرة علي إيجاد حلول إبداعية للمشكلات. وإدارة العمليات تجعل المدير المسئول يواجه بمجموعة من الأسئلة عليه أن يستخدم فكره المبدع في إيجاد إجابات صحيحة لها ومن أمثلة تلك الأسئلة ما يلي: ما المنتجات التي سنقدمها للسوق؟ ما نوع الأسلوب الصناعي الذي سنتبعه؟ كيف يمكننا تنظيم مواردنا بأفضل الطرق؟ كيف يمكننا التنبؤ بالطلب المتوقع وتحديد مستويات الإنتاج والنشاط؟ ما مستوي الجودة المطلوب؟ وكيف نحققه؟ كيف يمكننا تنظيم تدفق المواد والمستلزمات من خلال عملية الإنتاج والتصنيع؟ كيف نختار العمالة المناسبة وما المهارات التي تحتاج إليها؟ من الموردون الأفضل لما نحتاج إليه؟ كيف يمكن الوصول لرضاء العملاء؟ ونستطيع أن نطرح عشرات الأسئلة الأخري التي يلزم علي "مدير العمليات" أن يبحث عن إجابات لها. أما القدرة علي إيجاد حلول إبداعية للمشكلات أو التحديات التي تواجه الشركة أو المؤسسة في تسيير عملياتها لتحقيق أهدافها فتلك مهمة الإدارة ومبرر وجودها وهذا ما سنعرض له غدا بمشيئة الله.