كنت قد اقسمت بيني وبين نفسي الا اتحدث في ذكري عبد الحليم حافظ الثلاثين وظننت اني قلت كل ما عندي عن هذا الفنان الشاهق القامة والذي تنبع جذور محبته في قلوب المصريين والعرب، لا لشيء الا لاني ظننت اني قلت كل ما عندي عن هذا الفنان العظيم. ولكن ما ان جاءت الذكري حتي بدأت استعيد بعضا من التفاصيل ولعل اهمها هو رقصة حصان في مولد شعبي لحظة ان سمع انشاد عبد الحليم حافظ في بعض من الانشاد الديني، ومن المؤكد ان الابتهالات التي قدمتها له السيدة الجليلة آمال فهمي باذاعة الشرق الاوسط تؤكد حقيقة ما سمعته من فم عبد الحليم حافظ. وحقيقة ايمان عبد الحليم بالسماء تتجلي بشكل يفوق اغلب من انشدوا الابتهالات من قبله ومن بعده ايضا فالمحبة الهائلة لكل خير اهدته السماء للبشر ودقة عبد الحليم في اختيار الابتهالات تقول لنا ان نموذج القلب المؤمن تجلي بشكل يفوق الوصف في تلك الاغنيات الدينية. وتذكرت ذلك اليوم الطويل، واعني به يوم التاسع من يونية عام 1967 حين اتجه عبدالحليم ومعه كمال الطويل في سيارة كمال الطويل الي منزل الرئيس جمال عبد الناصر، وقام الجمهور بالضغط علي السيارة الي حد اتلافها وهي السيارة التي كانت مهداة من احد كبار رجال المال بالكويت لكمال الطويل ومثلها لعبدالحليم حافظ. كان المشهد القاهري يومها يفوق اي وصف، فدولة مهزومة تطلب من قائدها ان يستمر في موقعه من القيادة ولم يكن هذا بفعل غسيل المخ كما يدعي البعض ولكن بفعل رفض اسقاط الرمز الذي اردات اسرائيل اسقاطه بعدوانها واستغلال اكبر نقطة ضعف في 13 يوليو حين تولي رجل طيب وغير متعلم لامور القيادة، واعني به عبد الحكيم عامر. وكأن المصريين قد فرزوا بسرعة تفوق سرعة الكمبيوتر حكاية الهزيمة ومن بعدها بشهور قليلة طالبوا بمحاكمة المسئولين عن تلك الهزيمة. كنت اعلم كيف كان عبد الحليم يتمزق بين محبته الشخصية لوزير حربية ذلك الزمان شمس بدران وبين وقع الهزيمة علي قلبه ومشاعره فوزير الحربية شمس بدران هو من قام بإهداء عبد الحليم الشقتين اللتين اقام بهما هو ومن يقوم علي خدمته واعني به ابن خالته شحاته وزوجته فردوس، وهما من قاما برعاية عبد الحليم حافظ بشكل يفوق الحب وكأن فردوس كانت تعتذر عن قسوة والدها علي عبد الحليم في الطفولة. عشت - بارادة عبد الحليم - في كل تذكاراته، واردت ان اسجلها بالحلو فيها وبالمرير ايضا، بالقوة والضعف وظل قريبا من قلبي لا في اثناء حياته فقط ولكن بعد ان رحل فقد ازداد قربا من قلبي. وها انت تولد مع كل قصة حب ايها الفنان الذي اشتاق للحب وغني له، ولكنك ظللت خائفا من الاقتراب اكثر من اللازم من اي قصة حب علي الرغم من ان صوتك كان - ومازال الجسر- الي اي قصة حب. وبقلوب العشاق ادعو لك بالرحمة لانك عصفور اي حب متجدد.