حرفة الإدارة وعملية القياس والمتابعة د.محمد الباز إدارة الشركات والمؤسسات ليست عملية ارتجالية ولكنها حرفة.. وقد كان استاذنا د.سيد أبوالنجا دائما يردد مصطلح حرفة الإدارة وله كتيب بنفس العنوان يوضح كيف تكون تلك الحرفة. والإدارة هنا ايها السادة - كما نراها - قد تكون موجودة وحاضرة وتلك اطلقنا عليها الإدارة الفعالة او الوضع الأول.. كما انها قد تكون غير حاضرة رغم وجودها وتلك اطلقنا عليها اللا ادارة أو الوضع الثالث.. كما يوجد وضع بين الحالتين وهو الذي اطلقنا عليه الادارة متوسطة الفاعلية او الوضع الثاني، وقد ترجمنا ذلك علي مقياس من صفر الي اقل من 50% وهو حالة اللاإدارة او الوضع الثالث، ومن 50% الي 70% وهو حالة الادارة متوسطة الفاعلية او الوضع الثاني ثم اكثر من 70% وهو حالة الادارة الفعالة او الوضع الاول. وكان تساؤلنا كيف نقيس او نعرف الوضع الذي عليه الادارة في اية شركة او منظمة وقلنا ان هناك ست آليات في هذا الصدد هي "آلية التشخيص" التي تدور حول تحديد موقع الشركة الان والسبب في احتلالها لهذا الموقع. وآلية التقدير التي تدور حول الي اين تتجه الشركة. وآلية الهدف التي تدور حول الي اي طريق يجب ان تتجه الشركة. وآلية الاستراتيجية التي تحدد ما افضل طريق للوصول الي هناك. وآلية التخطيط التي تحدد الاجراءات المحددة التي يجب اتخاذها ومن الذي يقوم باتخاذها ومتي يتم اتخاذها. وآلية المراقبة التي توضح ما القياسات التي يجب استخدامها لتقييم نجاح الشركة. تلك هي الآليات الست اللازمة لتحديد الوضع الذي عليه الادارة او اللا ادارة وقد تناولنا خمسا من تلك الآليات وتبقي لنا الآلية السادسة وهي آلية المراقبة التي نتوقف عندها هنا. يتم مراقبة وتقييم اداء أي شركة او اي نشاط من خلال قياسات توضح مسبقا. وفي مجال التسويق كمثال تتواصل حوله تتمثل تلك القياسات في امرين هما تحليل مزيج المنتجات ووضع خطة الربح وذلك في اطار الموازنة المحددة مسبقا ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية: 1- تحديد حجم المبيعات المستهدف وعائداتها واجمالي هامش الربح - وهو مقدار الزيادة في ايرادات المبيعات عن تكلفة الصنع للوحدات المبيعة وهامش المساهمة وصافي الربح. 2- موازنة نفقات الترويج والاعلان وبحوث التسويق والتوزيع وغيرها من نفقات التسويق. ويلزم ان نتوقف هنا عند العنصرين المؤثرين علي تلك العملية وهما. اولا: تحليل المزيج التسويقي او مزيج المنتجات. ويعني ذلك تحديد المنتجات التي يتم انتاجها وبيعها لتحقق نسب الربح الاكبر وهذا يدخل في نطاق عملية تحسين جودة الارباح. ثانيا: تخطيط الارباح.. وله عدة وسائل وطرق سنعرض لها غدا بمشيئة الله.