ما المشكلة الأولي التي ستواجهها السيدة هيلاري كلينتون إذا فازت في انتخابات الرئاسة؟ إنها ليست العراق، بل انها زوجها السابق بيل كلينتون. قال كثير من خبراء السياسة في واشنطن ان شائعات ترددت تقول بأن الزوج سيعين اما وزيرا للخارجية أو مبعوثا خاصا في الشرق الاوسط. ولكن.. إذا تحقق ذلك فإن هذا سيدمر سلطة السيدة الرئيسة لأن الزوج لن يتبع تعليمات زوجته وسيتمرد عليها وينفذ سياسته. وبفرض انه أطاعها فإن الشعب الأمريكي لن يقبل بهذا التعيين وسيحتج عليه لانه سيعتبره مجاملة من الزوجة لرجلها. ولكن الزوجة تريد منصبا لزوجها فهي لا يمكن أن تتركه عاطلا أو مجرد زوج وفي هذه الحالة ستضيق به. ويقال الآن في واشنطن ان المنصب المناسب للزوج هو عضوية مجلس الشيوخ فالسيدة هيلاري عضو في هذا المجلس حاليا وسيخلو مقعدها بمجرد فوزها بالرئاسة. وطبقا للدستور والقوانين المعمول بها فإن من حق حاكم نيويورك وهو من الحزب الديمقراطي اليوت سبيتزر ان يعين في هذا المنصب من يشغل المقعد الخالي مكان السيدة هيلاري وذلك حتي عام 2010 اي خلال مدة العضوية الباقية للسيدة هيلاري. وكانت الانباء قد رشحت لمجلس الشيوخ في المدة الباقية اما روبرت كيندي الصغير وهو ابن عضو مجلس الشيوخ الراحل روبرت كيندي الذي اغتيل عام 1968 أو اندرو كومو وزير الاسكان السابق. ويقال ان بيل كلينتون يصلح في مجلس الشيوخ اكثر من غيره فهو يحب ويتابع السياسة العامة وهناك سوابق لتعيين رئيس سابق للجمهورية الامريكية في مجلس الشيوخ أو النواب. حدث سنة 1829 بعد اغتيال الرئيس الامريكي ابراهام لينكولن عام 1865 وتولي اندرو جونسون منصب الرئاسة ان انتخب جونسون عضوا في مجلس الشيوخ وذلك بعد ان اعتزل الرئاسة بعشر سنوات. وقبل ذلك عام 1829 الرئيس جون كونيس ادامز انتخب عضوا في مجلس النواب وذلك بعد عامين من ترك المنصب. وكان بيل كلينتون نائبا عاما في ولاية اركانسو وحاكما عاما لها وذلك فهو يصلح في منصب عضو مجلس الشيوخ للسيدة الرئيسية.