تكرر في الآونة الأخيرة حوادث الاختناق بالغاز اثناء الاستحمام او النوم حتي وصل العدد إلي 50 قتيلاً في خلال 15 يوما فقط، واشهرها الحادثة التي لقيت فيه عروس في مدينة 6 أكتوبر مصرعها داخل شقتها أثناء الاستحمام بعد 3 أيام فقط من زفافها وقد اثبتت تحقيقات الشرطة ان سبب الوفاة تسرب الغاز وعدم وجود مدخنة في الحمام! يأتي ذلك في حين توجد لدينا طاقة بديلة وآمنة واقتصادية يمكن استخدامها علي نطاق واسع فيمكن استعمال السخان الشمسي في المنازل والمنشآت الصناعية. والسخان الشمسي يعتبر افضل أنواع السخانات وأكثرها أمانا علي الاطلاق حيث يعتمد في تشغيله علي الطاقة الشمسية المتوافرة في بلادنا وبالمجان، وان كان استخدامه محدودا في الشقق السكنية لارتفاع سعره وذلك يمكن التغلب عليه باشتراك اسكان في العمارة الواحدة في تكلفة جهاز بسعة كبيرة لتغذية جميع الشقق السكنية بالمياه الساخنة مما يقلل من النفقات والحالة افضل قليلا في قطاع الصناعة ومجال السياحة حيث تستخدم الفنادق والقري السياحية السخانات الشمسية بكفاءة عالية حيث يفضله كثير من المستثمرين فهو من الناحية الاقتصادية اقل تكلفة في التشغيل. وبالرغم من حاجة المستهلكين لتلك النوعية في الأجهزة خاصة مع تكرار حوادث سخانات الغاز وعدم رغبتهم في استخدام السخان الكهربائي لارتفاع اسعار فواتير الكهرباء التي تستقطع جزءا كبيرا من دخل الأسرة إلا أن الشركات المنتجة للسخانات الشمسية لا تقوم بالإعلان عنها بشكل واضح لأسباب مجهولة. هذا ما يوضحه المهندس رضا عبد الحفيظ بإدارة مدينة بدر قائلا ان السخان الكهربائي من أكثر الاجهزة المنزلية استهلاكا للطاقة الكهربائية ويتم حساب سعر الكهرباء بحسب الشريحة الكهربائية التي يخضع لها المستهلك وايضا بحسب نسبة استهلاك وسحب المياه من السخان فهو لا يعمل بشكل مستمر بل يفصل ويعاود تسخين المياه عندما تبرد مرة أخري، وفي المتوسط تبلغ قيمة الاستهلاك حوالي 36 جنيها شهريا بالاضافة إلي 100 جنيه اخري قد تزيد او تنقص قيمة استهلاك اجهزة منزلية أخري. لمبات اقتصادية الدكتور محمد كمال "طبيب" يشكو من ارتفاع فاتورة استهلاك الكهرباء لديه في المنزل والتي تصل - كما يقول - إلي 500 جنيه شهريا في فصل الشتاء بالرغم من عدم تشغيل أجهزة التكييف واستخدام لمبات الاضاءة الاقتصادية التي توفر في استخدام الطاقة والتي بدأ التوسع في استخدامها في الفترة الاخيرة ويشتكي من أن السخان الشمسي لا توجد أي اعلانات تدل المستهلك علي أماكن بيعه أو أسعاره أو حتي كيفية استخدامه! أسباب الحوادث ومن جهته يفسر المهندس حسن عبد الحي المتخصص في اصلاح سخانات الغاز ظاهرة تزايد حوادث الغاز مؤخرا مؤكدا ان تلك الحوادث المتكررة في الفترة الاخيرة قد تكون نتيجة للجوء البعض عند قيامهم بتغيير ديكورات المطابخ والحمامات وتغيير السيراميك إلي عامل من خارج شركة الغاز غير مؤهل لفك وتركيب توصيلات الغاز والذي قد يستخدم عند اعادة تربيطات وصلات المواسير (مادة الكتان) التي تسمح بتسرب الغاز من المواسير بدلا من استخدام معجون خاص بالشركة لتأمين المواسير وذلك لخفض التكلفة الاقتصادية، وايضا اهمال صيانة الاجهزة لفترات طويلة قد يؤدي إلي تسرب الغاز. أما الدكتور حسين محمد سليمان أستاذ مساعد قسم الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث يحيلنا إلي تجارب بعض الدول مثل اسرائيل وقبرص اللتين لديهما قانون يلزم المجتمعات العمرانية الجديدة باستخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه اقتصادا للطاقة الكهربائية ويوضح ان السخان الشمسي هو جهاز يستفيد من الطاقة الشمسية ويحولها إلي طاقة حرارية لتسخين المياه والسخان الشمسي مصمم لتوفير 80% من الحمل السنوي للطاقة الكهربائية فهو يقوم بتسخين المياه في وجود الشمس ويوجد به وحدة تخزين حرارية تحتفظ بالمياه ساخنة طوال اليوم وأثناء الليل ، فإذا لم تشرق الشمس لعدة أيام متتالية وهي نادرة الحدوث في بلادنا التي تتميز بسطوع الشمس طوال أيام السنة يتم تشغيل وحدة تسخين كهربائية تتم إضافتها للجهاز حسب طلب المستهلك ويتم استخدامها عند الحاجة ، وفي هذه الحالة يكون معدل استهلاك الطاقة الكهربائية ضعيفا جدا ويصل إلي 20% فقط ، وفي بعض المناطق في جنوب مصر مثل أسوان يعمل السخان بكفاءة عالية تصل إلي 100% ، وحتي في مدينة الإسكندرية التي تتميز بكثرة الأمطار في فصل الشتاء تقوم تلك الأمطار بغسل وتنظيف زجاج المجمع الشمسي وتساعده علي العمل بكفاءة عالية وفي الأماكن المتربة يحتاج زجاج السخان إلي تنظيفه مرة واحدة كل أسبوع أو أسبوعين لزيادة كفاءته علي التسخين. شروط السلامة ويوضح الدكتور حسين سليمان الشروط التي يجب مراعاتها عند تركيب السخان الشمسي فوق أسطح الأبنية السكنية أو المنشآت الصناعية والسياحية أن يكون المجمع الشمسي في الاتجاه الجنوبي باتجاه الشمس ولا يحجبها عنه أبنية مجاورة، ومن السلوكيات الخاطئة التي ادت إلي فشل استخدامه عندما تم تركيبه في اسكان التعاونيات بعد اضافة 2000 جنيه علي ثمن الوحدة السكنية مثل مساكن الزلزال في القطامية وبني سويف الجديدة وتعاونيات بورسعيد وبورفؤاد في عهد وزير الاسكان السابق، ان السكان قاموا بتركيب اطباق الدش ونشر الغسيل امام جهاز المجمع الشمسي مما حجب ضوء الشمس عنه واثر علي كفاءته في تسخين المياه، وايضا كانت كل شقة سكنية تقوم بتركيب موتور مياه خاص بها ورفضوا الاشتراك والتعاون مع بعضهم في شراء موتور لرفع المياه للسخان الشمسي حتي يقوم بتسخينها فضغط المياه ضعيف جدا في تلك المناطق، وايضا بعض الاسر كانت تسرف في استهلاك مياه السخان علي حساب حصص الأسر الاخري في المياه. اما صلاحية المجمع الشمسي فقد تصل إلي 20 سنة كاملة واذا انكسر الزجاج الخاص فيمكن استبداله بسهولة فعملية الصيانة مهمة جدا للحفاظ علي كفاءة الجهاز لفترة طويلة.