[email protected] في خضم الحديث عن قرب موعد تشغيل الشبكة الثالثة للمحمول وفقا لتقنيات الجيل الثالث لشبكات الاتصالات بدء الجميع يناقش ما الخدمات التي يمكن أن تقدمها هذه التقنيات وهل السوق المحلي في حاجة إليها وحجم الطلب المتوقع وكيفية حساب التكلفة لهذه الخدمات وما الجهات التي ستقدم المحتوي ونوعيته . ونتصور أن نجاح تقنيات الجيل الثالث يعتمد بصورة أساسية علي نوعية الخدمات ذات القيمة المضافة الحقيقية التي يمكن تقديمها للمستخدمين " أكثر من 15 مليون مستخدم يتوقع مضاعفتهم خلال السنوات الثلاثة القادمة " ومن ثمة ففي في ظل وجود هذه القاعدة من المستخدمين فإن الوقت أصبح مناسبا لقيام الشركات المقدمة لخدمات التليفون المحمول بدراسة كيفية تقديم حزم متنوعة من خدمات المحتوي العربي القادرة علي تلبية متطلبات تلك القاعدة الكبيرة من المستخدمين وتحديد الاحتياجات الحقيقية للمستخدمين ما ضمان سهولة الوصول لهذه الخدمات بأسلوب مبسط . ولعل تعظيم الفائدة من تقنيات الجيل الثالث - لقطاع عريض من المستخدمين " يرتبط بدرجة كبيرة في كيفية تحويل التليفون المحمول إلي مصدر إنتاج عبر الاستخدام اليومي لمستخدميه فمثلا في كينيا تم تزويد المزارعين الكينيين بخدمة مجانية تسمح لهم بالاطلاع علي أسعار محاصيلهم قبل بيعها، أو تزويد صيادي الهند بخدمة مماثلة مرتبطة بأسواق السمك المحلية.فيما تقدم الفلبين خدمة "المحفظة الافتراضية" عبر التليفون المحمول ولعل إدراك مدي أهمية تحويل التليفون المحمول من سلعة كمالية علي أداة إنتاج كان الدافع الحقيقي وراء دخول محمد يونس -صاحب مشروع بنك الفقراء الذي استحق جائزة نوبل العام الماضي - علي خط تسليف أصحاب الدخل المتدني مبالغ مالية لشراء تليفون محمولة تساعدهم علي زيادة دخلهم. ولا شك أن نمو قاعدة مستخدمة الأجهزة المحمولة يعد أحد المؤشرات الهامة علي ولادة سوق جديد وهو سوق المحتوي والخدمات والتطبيقات التي يمكنها تلبية احتياجات مستخدمي تلك الاجهزة وزيادة القيمة المضافة منها خاصة في ظل تزايد معدلات النمو لتطبيقات التراسل المتعددة " MMS " لدعم خدمات توفير الأخبار العاجلة والتطبيقات الترفيهية باللغة العربية عبر التليفون المحمول في منطقة الشرق الأوسط . ووفقا لخبراء المعلومات فان أسواق جميع دول الشرق الأوسط تشهد زيادة في معدلات الطلب علي خدمات المحتوي " كتوفير المعلومات والأخبار العاجلة والتطبيقات الترفيهية التي تدعم اللغة العربية " الأمر الذي يحث الشركات الموفرة لخدمات المحتوي للتليفون المحمول علي تبني خدمات إضافية لقائمة خدمات المحتوي التي تدعم اللغة العربية لاسيما مع تنامي التوجه لتبني تقنيات "حزمة خدمات الراديو العامة" GPRS من قبل الشركات الموفرة لخدمات الإتصالات في الشرق الأوسط وإطلاق تقنيات الجيل الثالث 3G في عدد من دول المنطقة . في النهاية نؤكد أن زيادة قاعدة مستخدمي المحتوي عبر الأجهزة المحمولة يعتمد في المقام الأول علي القيمة المضافة لهذا المحتوي ثم تكلفة الحصول علي هذا المحتوي - نأمل أن تكون بدون رسوم اشتراك - والتي ترتبط بعلاقة عكسية مع زيادة قاعدة المستخدمين .