يندر أن نري في هذه الايام مسئولا كبيرا أو صغيرا يعترف بفضل أي من معاونيه الذين وقفوا إلي جانبه في حال حقق نجاحا في المهام التي كلف بها، بل اننا نري بعض المسئولين الذين فشلوا في تحقيق الهدف المطلوب منهم أن يتهربوا من النتائج.. معللين السبب في الفشل علي مساعديهم..! أليس ذلك هو ما يحدث في مصر الآن؟! ومن النادر ان نجد مسئولا يؤمن بفضيلة "نكران الذات"!! والظاهر أنها "عملة نادرة" نسمع عنها ولا نراها..! ولحسن الحظ.. فإنه وفي وسط هذا الظلام والضبابية، يظهر لنا شخص نبيل وشهم.. يؤمن بأنه لا يعمل وحده.. وكل نجاح حققه يقول انما تحقق ذلك بفضل معاونيه.. ويتحدث عنهم باعتزاز سواء في حضورهم أو في غيابهم..! هذا الرجل هو الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني الذي اختاره الرئيس مبارك لتولي حقيبة الطيران بعد فترة ضياع كامل مر بها قطاع الطيران، كان خلالها مثل الطفل اليتيم..! فقد ألحق بوزارة السياحة.. ثم بوزارة النقل. أما مطار القاهرة الدولي فكان رئيسه بدرجة وزير تابع لرئيس الوزراء مباشرة.. ورئيس شركة مصر للطيران فلم يكن تابعا لأحد! الخلاصة.. الحكاية من أولها لآخرها كانت هيصة.. ومولد بلا صاحب، إلي أن عين علي رأس وزارة الطيران الفريق أحمد شفيق وجاء وفي ذهنه خطة شاملة لتطوير القطاع حيث بدأ علي الفور في تنفيذ خطته التي لابد انه قد عرضها علي الرئيس مبارك.. ولأن الفريق أحمد شفيق يتحلي بصبر غير محدود، فقد تحمل النقد الشديد في بداية تنفيذ خطته.. ذلك لانه اتخذ قرارات شجاعة بدءا من تحويل شركة مصر للطيران الي شركة قابضة، حيث كانت أشبه بالتكية المنهوبة ينهشها عدد من الفاسدين وبدأوا في مقاومة اصلاحات القطاع بأكمله.. هذا وكانت ميزانية الشركة تحقق خسائر فادحة.. ويقولون انها رابحة.. ويحصلون علي أرباح مبالغ فيها.. وكانت تسيطر عليها المحسوبية والشللية وفتح محطات لمصر للطيران ويتم تعيين المحاسيب ومن يدفع أكثر..!! ولأن إدارة المطارات صارت صناعة ويجب ان تخضع للاصول العلمية للإدارة، فقد أولاها الفريق احمد شفيق عنايته الكاملة.. وبدونها، سوف تفشل خطط وزارة السياحة..! حيث ان أحد أهم عناصر نجاح السياحة الوافدة الي مصر هي تحسين مداخل مصر وقد صارت السياحة تمثل أهم مورد للعملة الصعبة.. وكان مطار القاهرة - أكبر مطار في مصر - أشبه بالمولد.. أو السيرك..! ووضع احمد شفيق خطة مدروسة وسارت في هدوء.. والآن يمكننا ان نفخر بمطار القاهرة.. وبباقي مطارات مصر ولم يتردد الوزير احمد شفيق في الاستعانة بالخبرة الاجنبية للمساعدة في تطوير المطارات ومسايرة التطور العالمي الذي حققته صناعة ادارة المطارات في العالم، فقد تعاقد مع شركة المانية للمساعدة في ادارة مطار القاهرة لمدة ثماني سنوات، وشركة فرنسية لادارة خمس مطارات في شرم الشيخ والغردقة والاقصر واسوان وأبوسمبل لمدة ست سنوات. الحديث عن انجازات قطاع الطيران المدني كثير.. ومع ذلك مازال الرجل الذي يقود وزارة الطيران ينسب النجاح الذي تحقق للعاملين الذين يعاونونه في تنفيذ خطته لتطوير الطيران المدني. إنها فضيلة "نكران الذات" التي يتمسك بها الوزير أحمد شفيق..!