الهدايا التي يتم توزيعها بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد كثيرة ومتنوعة، وتتفنن الهيئات والشركات الحكومية والخاصة في توزيع أشكال شتي من هذه الهدايا، بحيث تتناسب مع شخصية ومكانة و"قيمة" الشخص الذي يتم إرسال الهدية إليه، علما بأن بعض هذه "الهدايا" تكون لها قيمة مالية كبيرة جدا في بعض الأحيان ، بما يجعلها تكتسب توصيفا أكثر من كونها "هدية". وقد ابتكرت "المجموعة المتحدة- محامون - مستشارون قانونيون واقتصاديون - د. كريةم علي حسين ونجاد البرعي وشركاهما"، هدية لطيفة بهذه المناسبة هي تقويم للعام الميلادي الجديد 2007، أي "نتيجة" للسنة الجديدة حسب المصطلحات المصرية الدارجة. ورغم أن "النتيجة" و"الاجندة" هما الشكلان الأكثر شيوعا في هذه المناسبة، فان "نتيجة" المجموعة المتحدة ليست مثل غيرها من "النتائج"، فهي تقويم للعام الجديد 2007 لكن يتضمن علي كل ورقة من أوراق الشهور الاثني عشر مادة من مواد القانون 84 لسنة 2002 (قانون الجمعيات الأهلية) وبعض المشاكل التي تتعرض لها الجمعيات بخصوص مزاولة أنشطتها وذلك عن طريق الرسومات الكاريكاتورية، وذلك لتشجيع المواطنين علي قراءة القانون وفهمه بطريقة مبسطة. فمع صفحة شهر يناير نجد كاريكاتيرا يعتذر علي اعتراض وزارة التضامن الاجتماعي علي قيام الجمعيات باعتماد النظام الامريكي كنظام محاسبي بالرغم من أن القانون أو لائحته لم يحددا نظاما محددا بذلك. وهذه شكوي متكررة من جمعيات أهلية. وفي صفحة شهر فبراير يسخر الرسم الكاريكاتوري من المادة 61 من اللائحة التنفيذية كقانون الجمعيات الأهلية التي تطالب الجمعية الأهلية بأن تحتفظ في مركز إدارتها بوثائق ومكاتبات وسجلات كثيرة جدا، منها سجل اجتماعات الجمعية العمومية وسجل اجتماعات وقرارات مجلس الإدارة.. علما بأن "يجب ختم كل هذه السجلات من الجهة الإدارية المختصة قبل استعمالها علي أن تكون مرقمة ومختومة بخاتم الجمعية"! وفي صفحة شهر سبتمبر يتم رصد التناقض بين المادة 36 من قانون الجمعيات الأهلية التي تنص علي أنه "لا يجوز الجمع بين عضوية مجلس الادارة والعمل بالجمعية بأجر" وبين المادة 39 من نفس القانون التي تنص علي أنه "يجوز لمجلس الإدارة أن يعين مديرا للجمعية من أعضائه أو من غيرهم، ويحدد قرار التعيين أعمال الإدارة التي يختص بها والمقابل الذي يستحقه". أما الرسم الكاريكاتوري لشهر أكتوبر فيصور رئيسا لاحدي الجمعيات الاهلية يجلس علي مكتبه وهو حليق الشارب، بينما يجلس أمامه موظف من وزارة التضامن الاجتماعي يحمل صورته التي يظهر فيها بشوارب يقف عليها الصقر، ويقول له بغضب "أي تعديلات تهتم لازم باذن من الوزارة وبالطبع فان هذا التعليق يتضمن سخرية من المادة 10 من قانون الجمعيات الأهلية التي تنص علي أنه "يتبع في تعديل النظام الأساسي للجمعية ذات الإجراءات المقررة بهذا الفصل لتأسيسها". باختصار .. يقوم تقويم العام الميلادي 2007 بالتندر علي قانون الجمعيات الأهلية الحالي، وعلي ما يتضمنه من وصاية علي العمل الأهلي وتنطع من الجهة الإدارية علي هذا النشاط التطوعي، ويوجه رسالة مباشرة وغير مباشرة بضرورة إعادة النظر في هذا القانون "العثمانلي". وبهذه النتيجة تصبح "نتيجة" "المجموعة المتحدة" من أطرف وأظرف هدايا العام الجديد.. وأكثرها فائدة في نفس الوقت.. باعتبارها شكوي بالكاريكاتير لوزير التضامن الاجتماعي الدكتور علي مصيلحي من القانون الحالي الذي يحكم ويتحكم في الجمعيات الأهلية ويفرض عليها وصاية غير مبررة. وكل عام وانتم بخير. [email protected]