تراجعت اسعار النفط لليوم الثاني علي التوالي نتيجة الطقس الدافيء في الولاياتالمتحدة - أكبر مستهلك لوقود التدفئة في العالم - الذي سيحد من الطلب علي الوقود بالاضافة الي شكوك المتعاملين بقيام منظمة الدول المصدرة للنفط - اوبك- بخفض سقف انتاجها للمرة الثانية الذي تعهدت به في اجتماعها الاخير في ديسمبر الماضي والتوقعات بارتفاع المخزون النفطي الامريكي. ففي نيويورك انخفض سعرالنفط الخام الامريكي بداية تعاملات امس بمقدار 45 سنتا ليصل الي 55.64 دولار للبرميل. وفي لندن فقد مزيج برنت 44 سنتا ليصل الي 55.16 دولار للبرميل. وبالنسبة لاسعار المشتقات الاخري .. ارتفعت أسعار وقود التدفئة اقل من سنت ليصل الي 1.565 دولار للجالون بينما ارتفع جالون الغازولين إلي 1.46 دولاراً فيما سجل سعر الغاز الطبيعي 6.184 دولاراً لكل ألف قدم مكعب وذلك بزيادة 2.2 سنتا. انخفضت اسعار النفط بداية تعاملات امس لليوم الثاني علي التوالي نتيجة الطقس الدافئ علي غير المعتاد في الولاياتالمتحدة أكبر سوق لاستهلاك الطاقة في العالم - مما يحد الطلب علي وقود التدفئة .وساهم في تراجع الآسعار شكوك المتعاملين باسواق النفط العالمية بقيام اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط -اوبك- بخفض سقف انتاجها الذي تعهدت به في اجتماعها الاخير في ديسمبر الماضي في نيجيريا بمقدار 500 الف بميل اعتبارا من اول فبراير القادم لوقف مسلسل انخفاض اسعار النفط وجدير بالاشارة الي ان المنظمة قد قررت في أكتوبر الماضي خفض سقف انتاجها 1.2 مليون برميل يوميا في نوفمبر الماضي في حين أن ما تم خفضه فعليا خلال نوفمبر بلغ 550 ألف برميل يوميا فقط. وقد غطي هذا علي الانباء المدعمة للنفط مع تعهد المملكة العربية السعودية باحترام وتنفيذ قرار منظمة الأوبك في اجتماعها السابق لخفض سقف الإنتاج الرسمي لدول ا لمنظمة وهو ما يعني خفض إنتاج 158.000 برميل يوميا اعتبارا من أول شهر فبراير القادم بالإضافة إلي 380.000 برميل يوميا يتم خفضها بعد أن أعلنت المملكة عن موافقتها علي هذا الإجراء في شهر نوفمبر الماضي. بالاضافة الي تصاعد الخلاف بين روسيا وروسيا البيضاء بشأن أسعار الغاز الطبيعي حيث اوقفت روسيا صادرات النفط الخام عبر خط انابيب الي روسياالبيضاء في خطوة اوقفت بدورها الامدادات الي بولندا والمانيا وذلك لأن روسياالبيضاء تسحب النفط المار عبر اراضيها بدلا من مدفوعات ضريبة علي المرور فرضتها بشكل غير مشروع. وعلي نفس الصعيد ساهم في تراجع الاسعار توقعات بعض المحللين بأن يظهر تقرير وزارة الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء ارتفاعا في المخزون النفطي في الاسبوع المنتهي 5 يناير الحالي. ومن ناحية اخري خفض خبراء اقتصاديون بمجموعة "جولدمان ساكس" توقعاتهم بشأن أسعار النفط خلال عام 2007 إلي 69 دولارا للبرميل مقارنة بتوقعاتهم السابقة في الأسبوع الماضي البالغة 72.50 دولار وذلك نتيجة الطقس المعتدل الذي يعم معظم مناطق الولاياتالمتحدة-اكبر مستهلك للطاقة في العالم - الأمر الذي قلص حجم الطلب علي الخام. قطع الطاقة الروسية عن أوروبا علي جانب اخر وصل التصعيد إلي ذروته في أزمة النفط والغاز بين روسيا وجارتها بيلاروسيا، التي أعلنت الاثنين عن قطعها إمدادات النفط الروسي المتجه عبر أراضيها نحو بلدان أوروبية أخري، مثل بولندا وألمانيا، مما ينذر بتأزم شديد في الأفق السياسي لشرق أوروبا، وسط مخاوف كبيرة في الأسواق من نتائج هذه الأزمة الكبري علي أسعار النفط. وفيما نفي مسؤول شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي، أندريس بيبلغز، أن يكون لهذا القرار أي نتائج فورية علي كميات النفط والغاز الموجودة حالياً في أوروبا، إلا أنه طالب بالمقابل السلطات المعنية في موسكو ومينسك بتقديم "تبريريات عاجلة ومفصلة." وقال بيبلغز أنه سيقوم بالاتصال بدول أخري في جنوب وشرق أوروبا مثل سلوفاكيا، لرؤية ما إذا كانت قد تأثرت بالأوضاع الجارية. كاشفاً أنه يدرس الدعوة إلي اجتماع لممثلي دول الاتحاد، لتدارس الخطوات المستقبلية، وإمكانية الاعتماد علي الاحتياطي الاستراتيجي الموجود في حال استمرت الأزمة. وفي سياق متصل، اتهم سيمون فانشتوك، رئيس شركة الغاز الوطنية الروسية المملوكة من الدولة "Transneft" بيلاروسيا، بسحب كل كميات النفط الروسي الموجودة في الأنابيب التي تعبر أراضيها، والمخصصة أساساً للضخ نحو أوروبا. من جهتها قالت وكالة الطاقة الدولية إن أسواق النفط الاوروبية يمكنها التكيف مع توقف صادرات النفط الروسية عبر روسياالبيضاء وهو ما أدي لتوقف الامدادات الي بولندا وألمانيا. وذكرت الوكالة في بيان "لم تتأثر فيما يبدو أي من المصافي في الدول المعنية بشكل مباشر نظرا لانها تمتلك جميعا مخزونا يكفي تشغيلها لعدة أيام. لذا ليس هناك تهديد بوقف امداد المستخدم النهائي بالمنتجات." وتابعت الوكالة "في حالة استمرار توقف خط انابيب دروجبا لفترة أطول يمكن لكل مصفاة أن تأتي بامدادات خام من طرق بديلة والبعص بدأ بالفعل في ترتيب امدادات بديلة سواء عن طريق الموانيء في بحر البلطيق أو من خلال أنابيب من مصادر أخري.