حفل عام 2006 بالعديد من الاحداث الساخنة وغير العادية بالنسبة للبورصة المصرية بعد أن مر بالكثير من الاحداث غير العادية، والتي أثرت بشكل كبير علي أداء السوق سواء الايجابية أو تلك التي أثرت سلبا علي حركة المؤشرات، لكن جاءت النهاية سعيدة للغاية. وقد بدأت البورصة المصرية عام 2006 مدعومة بقوة الدفع غير المسبوقة من استعادة عافيتها ونشاطها منذ منتصف شهر ديسمبر 2005 والذي تزامن مع اكتتاب الشركة المصرية للاتصالات جاذبا معه اكثر من مليوني مستثمر جديد الي البورصة واكثر من 30 مليار جنيه سيولة جديدة تدخل سوق الاوراق المالية لاول مرة. ونجحت قوة الدفع الكبيرة التي اكتسبتها البورصة المصرية في مطلع العام في اكساب مؤشرها الرئيسي اكثر من 35 في المائة ارتفاعا في شهرها الاول يناير مع ارتفاعات قياسية جماعية للاسهم سواء الكبري او الصغري او اسهم المضاربات ويبلغ مؤشر كاس 30 مستوي 96ر8139 نقطة مقابل 60ر6502 نقطة في بداية الشهر. وكانت البورصة المصرية مع موعد من جني الارباح العنيف في الثاني من فبراير من العام عندما وصل المؤشر الي 8214 نقطة، لتدخل البورصة في مرحلة تصحيح قوية وصلت بمؤشرها الي 33ر4860 نقطة في 25 يونيو، فيما كانت محظة يوم الرابع عشر من مارس هي الاصعب في حدة النزول. يقول ياسر الملواني رئيس مجلس إدارة شركة المجموعة المالية هيرميس ، ان عام 2006 كان حاسما بالنسبة للبورصة المصرية، حيث اكدت سوق الاسهم المصرية قوتها وكفاءتها في التعامل مع الازمات مقارنة بالاسواق الاخري المجاورة. وأضاف ان أهم الميزات التي سجلتها البورصة المصرية في عام 2006 كان فك الارتباط بينها وبين الاسواق العربية والاسواق الناشئة الاخري، وان وجد بعض التأثر الطفيف خلال فترات محدودة من السنة، وهو ما انعكس علي أداء البورصة المصرية التي أجادت وانهت العام علي ارتفاع اقترب من 10 في المائة مقابل هبوط حاد في كثير من اسواق المنطقة تراوح ما بين 30و60 في المائة. ولفت الي ان الاحداث التي شهدها الاقتصاد المصري خلال عام 2006 ساهمت بقوة في إحداث هذا الاداء القوي للبورصة المصرية مشيرا الي ان الاقتصاد المصري حقق في هذا العام ما لم يتحقق منذ عقود سواء علي صعيد الناتج المحلي او برنامج الخصخصة او معدلات النمو او الاحتياطي النقدي الاجنبي. واشار الي ان البورصة المصرية نجحت في ان تكون مقصدا رئيسيا لجذب الاستثمارات الاجنبية سواء العربية او غير العربية وهو ما انعكس في زيادة حجم الصناديق والمؤسسات غير المصرية في السوق فضلا عن المستثمرين الافراد من العرب والاجنب. وأوضح ان ما شهدته البورصة المصرية من بعض الظواهر السلبية في هذا العام كان امرا طبيعا وعادة ما يحدث في اي سوق مشيرا الي ان ارتفاع حدة المضاربة علي نوعيات جديدة من الاسهم كانت بسبب التدفق الكبير من المستثمرين الافراد علي الاستثمار في البورصة المصرية. واوضح ياسر الملواني رئيس مجلس ادارة شركة المجموعة المالية هيرميس ان اتجاه البعض للقول بأن اداء الاسهم الكبري كان ضعيفا خلال هذا العام هو امرا غير صحيحا ، مشيرا الي ان اداء هذه الاسهم اتسم بالقوة خلال العام ولم تتأثر بحالة التقلبات التي شهدتها السوق. واشار الي ان ظهور قوة المؤسسات والصناديق ساهم في ثبات حركة هذه النوعية من الاسهم التي ترتكز علي اداء مالي قوي وميزانيات وهو امر ايجابي وصحي ويؤكد كفاءة السوق. وأشاد رئيس شركة المجموعة المالية هيرميس بالاداء الرقابي والاداري لكل من هيئة سوق المال والبورصة والذي ساهم في قوة السوق ، مما ساهم في زيادة درجة الافصاح والشفافية في السوق بنسبة 100 فيالمائة. ولفت الي ان الاجراءات التي اتخذتها الهيئة والبورصة طوال العام لتطوير أداء السوق من خلال قواعد العضوية الجديدة والافصاح والحوكمة والرقابة علي الشركات سواء العاملة في مجال الخدمات المالية او المتداول أسهمها ساهم في ارتفاع كفاءة السوق وحماية المتعاملين. واشار حسين شكري رئيس مجموعة اتش سي للاستثمار ان عام 2006 كان عاما جيدا بكل المقاييس للبورصة المصرية، من خلال اكتمال البنية التشريعية للسوق والتي ظهرت من خلال صدور العديد من القواعد والقوانين المنظمة التي ساهمت في زيادة نضح السوق وحمايته. وقال ان اهم ما يميز السوق هو الدور الواعي والكبير للجهات الادارية والرقابية في نشر الوعي الاستثماري بالبورصة وتوعية المستثمرين، لافتا الي ان السوق اصبح اكثر كفاءة عن ذي قبل وهو ما انعكس في عدم تأثر السوق بالاحداث في الاسواق العربية. واضاف ان ما حدث من تقلبات حادة في الاسواق الخليجية جاء نتيجة اسباب داخلية في تلك الاسواق ، مشيرا الي ان ظروف البورصة المصرية كانت مختلفة تماما وكانت تجد دعما قويا من الاداء الاقتصادي ومؤشرات الشركات.