كيف تنظر القوي السياسية في مصر إلي الأداء الاقتصادي للحكومة الثانية للدكتور نظيف؟ وما رأيهم في الانجازات التي أعلنتها مؤخرا؟ "الاسبوعي" طرحت السؤال علي عدد من القيادات في أحزاب المعارضة والتجمعات السياسية النشطة علي الساحة.. ورغم اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية إلا أنهم اتفقوا حول مجموعة من الاخفاقات التي يرون أن حكومة نظيف سقطت فيها علي رأسها سوء توزيع الدخل والفشل في اقناع الرأي العام بتلك السياسات الاصلاحية وبالتالي افتقاد الحكومة لأهم عنصر للنجاح وهو المساندة الشعبية. منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد اعترف بجهود الحكومة الثانية للدكتور نظيف في تحقيق تقدم للاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية حيث استطاعت الحكومة أن تنجح في تحسين أغلب المؤشرات الكلية للاقتصاد حيث ساهمت في ايجاد مناخ جيد للاستثمار مما أدي إلي زيادته بشكل كبير في الفترة الماضية حيث ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلي أكثر من 6 مليارات جنيه ويعدد تلك الانجازات المتمثلة في حرص الحكومة علي الاسراع في تنفيذ برنامج الخصخصة وارتفاع معدل نمو الناتج المحلي إلي 8.5% وتحقيق فائض في ميزان المدفوعات وخفض معدلات التضخم. ولكن رغم هذه الايجابيات لحكومة الدكتور نظيف إلي أنها فشلت في رأيه في العمل علي خفض العجز في الموازنة العامة حيث ارتفعت المديونية المحلية العامة لتبلغ 550 مليار جنيه بنسبة بنحو 100% اضافة إلي أن رجل الشارع لم يثق أو يلمس التحسن في نسبة النمو بل علي العكس وطبقا للتقارير قد تضاعفت نسب الفقر لتصل إلي 20% من عدد السكان الذين يعيشون بأقل من 2 دولار في اليوم وانخفاض نصيب الفرد من الانفاق الإجمالي وهي مؤشرات تدل علي سوء توزيع الدخل مما يؤكد فشل الحكومة في التوجه الاجتماعي ولم تحاول ترشيد الانفاق العام والتوقف عن الاسراف غير المبرر لتحقيق العدالة الاجتماعية وللأسف فشلت في توزيع الدعم ليصل إلي مستحقيه دون سواهم. ويؤكد أن الحكومة عجزت عن تحقيق الخدمات العامة بشكل يناسب المواطنين فالتعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي ازدادت مشاكله وشهدت الخدمات العلاجية والصحية والنقل انهيارا كبيرا فقد ارتفعت أسعار المواصلات إلي أقصي مستوياتها دون أن يقابلها خدمة جيدة وإنما قابلها كوارث محزنة وعلي رأسها حادثة العبارة والقطارات وفيما يتعلق بقطاع الاسكان فإنه لم يشهد أي تقدم ذلك دليل علي أن الحكومة رغم محاولاتها المستمرة في تحسين الأداء الاقتصادي إلا أنها لم تستطع اقناع الرأي العام لافتقادها المساندة الشعبية التي تؤمن بسياساتها للاستمرار في تنفيذ سياسة الاصلاح الاقتصادي والذي لن يحدث إلا بعد انحيازها للفقراء. محلك سر أما حسين عبدالرازق الأمين العام لحزب التجمع فيشير إلي فشل الحكومة في احداث ثورة اقتصادية تعمل علي تعديل ترتيبنا الاقتصادي في قوائم الدول ومازالت أوضاعنا الاقتصادية محلك "سر" في جميع القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها الصناعة والزراعة والخدمات العامة التي تتكدس بالمشكلات ولا يستفيد منها الموطن وهو ما يؤكد عجز الحكومة عن وضع حلول جذرية للعديد من المشكلات الهيكلية مثل القضاء علي البطالة التي استفحلت ووصلت إلي 17% طبقا للتقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية وليس 9.8% اضافة أيضا إلي زيادة نسبة التضخم علي 17% وليس 8.11% وهذه أرقام محزنة لا تؤدي إلي التفاؤل في ظل تدني نصيب دخل الفرد الذي صار في ذيل قائمة دول العالم الثالث وبعد كل الدول العربية التي سبقناها في النهضة الاقتصادية. الفساد ومن جانبه يؤكد الدكتور أسامة الغزالي رئيس حزب الجبهة الديمقراطية تواضع الأداء الاقتصادي لحكومة الدكتور نظيف الذي يلتمس له العذر ولا يتحمل أكثر من طاقته بوصفه موظفا حكوميا يقوم بتنفيذ سياسات عليا لا دخل له فيها وهذا تعكسه المشكلات الكبيرة في العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة وفي مقدمتها الفشل في علاج مشكلة البطالة وعجزها عن توفير 750 ألف فرصة عمل سنويا لخريجي الجامعات والاصرار علي وضع العراقيل والمعوقات أمام الشباب في مجال الاستثمار الحر مما يتسبب في هروبهم إلي العمل الحكومي غير المتوافر.