في الوقت الذي يملك فيه العرب أكبر ثروة اقتصادية عرفها التاريخ وهي البترول بدأ مسلسل الحروب الاهلية يدخل الي المنطقة بضراوة.. لقد اشعلت الادارة الامريكية العالم العربي وتركته يحترق مع احتلال العراق بدأت الصراعات في المنطقة ولعل اخطرها الآن ما سيحدث بين السنة والشيعة.. لقد عادت اشباح الماضي تطارد المسلمين مرة اخري واذا نجحت امريكا في اشعال هذه الفتنة فسوف تأكل الاخضر واليابس.. إن امريكا تعتقد ان هذه الفتنة هي الحل الوحيد من اجل اجهاض كل شيء في المنطقة حتي تبقي لها السيطرة علي موارد البترول وهذا خطأ فادح لان اشتعال المنطقة في حروب اهلية لن يترك آبار البترول وستكون اول اهداف التدمير حتي لا تبقي هناك قوة او موارد لكل الاطراف المتصارعة ان لدي دول المنطقة اعداداً هائلة من الصواريخ القادرة علي تدمير آبار البترول واذا اشتعل البترول في الشرق الاوسط فسوف يظلم كل شيء في العالم وسوف يقفز سعر البترول الي أرقام خرافية وستجد الحضارة الغربية نفسها وهي تجني ثمار التهور والجنون.. ان الحروب الاقليمية التي ستدور حول آبار البترول لن تكون بعيدة عن بقية دول العالم وسيدفع الجميع ثمنها.. وسوف تكون هذه الحرب فرصة لظهور قوي جديدة في المنطقة.. ان امريكا تتصور ان تؤدي هذه الصراعات الي تدمير القوة العسكرية الايرانية وهذا وهم بعيد لان ايران تجاوزت منطقة التدمير واصبح ذلك امرا مستحيلا حتي علي القوة الامريكية نفسها.. ان القوات العسكرية الامريكية التي اجهضتها المقاومة العراقية في ثلاث سنوات لا تستطيع الان ان تعيد التجربة نفسها مع ايران ولهذا اشعلت النيران القديمة بين السنة والشيعة لعل ذلك يكون بديلا عن مواجهة صعبة بين امريكا وايران.. وهنا ستدفع امريكا الي الصراع اطرافاً عربية بحيث تتحول المواجهة بين السنة والشيعة الي مواجهة اخري بين العرب والفرس وتعود نعرات عرقية قديمة ويجد العرب انفسهم في مواجهة التاريخ والثأر والماضي القبيح بكل ألوانه.. وإذا كان البعض يتصور انه بعيد عن مرمي هذه الصراعات فهو واهم لان آبار البترول حينما تشتعل سوف تترك العالم كله في ظلام دامس لا يعرف احد مداه.. وليت حكماء المنطقة من السنة والشيعة والفرس والعرب يدركون حجم المؤامرة حتي لا يدفع الجميع ثمنها موتا ودمارا وحروبا لا طائل منها ولا منتصر فيها.