أخطأ طلاب جامعة الازهر خطأ فادحا عندما قدموا عرضا عسكريا أمام الأمن والطلبة.. وهذا سلوك ليس مكانه الجامعة ولا ينبغي ان يحدث في رحاب الازهر الشريف حامي حمي الاسلام دين التسامح والمحبة والحوار.. واخطأت جماعة الإخوان المسلمين عندما أعادت للشارع المصري وجها قبيحا كنا قد نسيناه عندما بدأت تسلك طريق الحوار والديمقراطية والكلمة.. ولاشك ان ما حدث امر في غاية الخطورة ايا كان المسئول عنه وإذا كانت اجهزة الامن قد تولت التحقيق في القضية فانني اعتقد ان هناك تحقيقا آخر ينبغي ان يتم بمنتهي القسوة داخل جماعة الاخوان المسلمين.. لقد ارتفعت في الفترة الاخيرة اصوات كثيرة تطالب الاخوان بان يسلكوا العمل السياسي من خلال الحوار والرأي وبعيدا عن استخدام الدين وسيلة للتحريض او كسب التأييد وانتخبت فصائل كثيرة من الشعب المصري مرشحي الاخوان في الانتخابات البرلمانية ونجح 88 عضوا يمثلون الان جبهة قوية للمعارضة وكان ينبغي علي الاخوان اذا كانوا بالفعل يرغبون في دور سياسي بعيدا عن الدين ان يكملوا هذا الطريق ولكن ما حدث في استعراضات الطلبة عاد بنا جميعا خطوات للوراء. إن هؤلاء الطلبة من الشباب كانوا في حاجة الي من يلقنهم دروسا في الحوار والديمقراطية وحقوق الانسان والتسامح مع الاخر ومحاربة الفكر بالفكر وللأسف الشديد وجدوا من يعطيهم السكاكين ويعلمهم الكاراتيه.. وهذا هو ما حدث في بداية السبعينيات عندما وزعت الحكومة في ذلك الوقت المطاوي والسنج علي طلبة الجامعات من الجماعات الاسلامية لكي يواجهوا الناصريين والشيوعيين وكانت خطيئة دفع النظام ثمنها غاليا بعد ذلك.. ولهذا فان علي الاخوان المسلمين اذا كانوا بالفعل جادين في ممارسة العمل السياسي بشروط السياسة وليس باستخدام الدين ان يراجعوا ما حدث ويضعوا الضمانات التي تمنع تكرار ذلك.. لقد اعطي الاخوان المسلمون فرصة نادرة للامن لكي يضعهم مرة اخري بعيدا عن سياق السياسة ويدخل بهم في دائرة الارهاب والعنف وهذه سقطة كبيرة تحتاج الي وقت طويل لاصلاحها.. إن مصر الدولة والشعب والتكوين الانساني لا تميل الي العنف بكل اشكاله ومن اراد ان يمارس العمل السياسي فان للسياسة طريقا واحدا هو الحوار والرأي والكلمة ومن أراد ان يسلك طريق العنف فعليه ان يتحمل مسئولية ذلك.