شهدت مؤشرات البورصة تذبذبا حادا بين الصعود والهبوط خلال الفترة الأخيرة، فالمؤشر الرئيسي للبورصة "كاس 30" صعد فوق مستوي 6500 نقطة، غير أنه لم يلبث أن تراجع تحت تأثير مبيعات المستثمرين العرب، ورفع سعر الفائدة علي الجنيه 0.5%، وعادة ما تنخفض أسعار الأسهم مع ارتفاع الفائدة، ونتيجة لذلك هبط المؤشر الأسبوع قبل الماضي بنسبة 2.5% مسجلا 6397 نقطة قبل أن يعود للصعود الأسبوع الماضي مسجلا 6420 نقطة. وازدادت حيرة المستثمرين حول إلي متي يواصل المؤشر تذبذبه الحاد؟ ومتي يستمر الاتجاه للصعود لفترة مناسبة لتعويض خسائر من دخلوا السوق في يناير وفبراير الماضيين؟ ومن جانبهم، أكد السماسرة أن تعاملات الفترة القادمة وحتي نهاية العام ستتميز بالتقلب والتذبذب الحاد في الأسعار لعدة أسباب أبرزها مبيعات العرب، والدورات السريعة للأسعار التي أصبحت سمة مميزة للسوق. وأكد زياد محمد فرج سمسار بشركة سيتي تريد أن حالة التذبذب الحاد للسوق ومؤشر الأسعار يجب ألا تقلق صغار المستثمرين، ويجب أن يسير المتعاملن مع اتجاه السوق بالشراء مع بداية الصعود والبيع وجني الأرباح وعدم الوقوف ضد اتجاه السوق. وأشار إلي أن أداء البورصات العربية وبخاصة بورصتي السعودية ودبي اثر علي البورصة المصرية بعد ان هبط مؤشرا البورصتين لادني مستوي لهما في عامين بينما مازال مؤشر البورصة المصرية أعلي من مستوياته في بداية العام وبالتالي قام المستثمرون العرب بالبيع في مصر والشراء في اسواقهم مما ادي لتأثير سلبي علي السوق المصري وانخفاض اسعار معظم الاسهم النشطة ولكن بمعدلات اقل كثيرا من السوقين السعودي والاماراتي لان اسعار الاسهم في مصر رخيصة جدا بالمقارنة مع السوقين ومضاعف الربحية في مصر اقل من 15 مرة بينما يدور في السعودية حول 20 مرة كما ان الشركات المصرية زادت ارباحها بشكل ملحوظ في ميزانية الاشهر التسعة الاولي من العام الحالي. واشار زياد فرج الي انه من المستحيل وضع ضوابط علي تعاملات العرب في البورصة بمعزل عن باقي تعاملات الاجانب لان قانون سوق المال واحد بالنسبة للاجانب والعرب وهناك حرية تامة في دخول وخروج الاجانب من السوق بدون اي عواقب او موانع، واشار الي ان الاجانب يضعون حرية الدخول والخروج من اي سوق في مقدمة شروط استثمارهم فيه وبالتالي اذا تم وضع ضوابط فستكون علي العرب والاجانب معا ومن بينها فرض ضرائب علي الارباح من الاوراق المالية واقتصاد تعاملات اليوم الواحد علي المصريين فقط لانها تزيد من حالة التذبذب في الاسواق. وأشار زياد فرج الي انه علي الرغم من هبوط السوق الاسبوع الماضي وصعوده بداية الاسبوع الحالي وحالة التذبذب الا ان المؤشرات المالية للبورصة والشركات مطمئنة وتشير الي تحسن آداء السوق وتحقيقه لارتفاع قد يتجاوز 20% نهاية العام الحالي وستخلل الصعود بالطبع عمليات جني ارباح. ومن جانبه اكد المحلل المالي عماد بدوي انه لا يمكن القول بأن السوق المصري غير مرتبط بالسوق السعودي، والارتباط لا يعني بالضرورة وجود شركات مقيدة في السوقين او ارتباط كبير علي مستوي العلاقات الاقتصادية ولكنه عبارة عن حالة التشابك بين كبار المستثمرين فمعظم كبا رالمستثمرين في السوق المصري من السعوديين وهم أنفسهم كبار المستثمرين في السوق السعودي وبالتالي تزداد حالة انتقالهم من سوق لاخر حسب موقف ارباحهم في كل سوق. واشار الي انهم يقومون بالبيع وجني الارباح في السوق الرابح وهو مصر والشراء في السوق السعودي بعد تراجعه الحاد وبالتالي هناك تأثير واضح لحركة السوق السعودي علي البورصة المصرية.