يقولون في أمريكا هذه الأيام ان الكونجرس سيصبح ناديا عائليا! فمنذ عشرين عاما كان 24 من النواب والشيوخ يرتبطون ببعضهم بصلة عائلية أو بحكام الولايات. الآن ارتفع الرقم إلي خمسين! وفي انتخابات الكونجرس التي ستجري يوم 7 نوفمبر القادم نجد هذه الحقائق: * اثنان من ابناء اعضاء مجلس النواب رشحوا أنفسهم بدلا من الآباء المعتزلين * اثنان من ابناء حكام الولايات رشحوا أنفسهم لمجلس الشيوخ * اثنان من ابناء أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين رشحوا أنفسهم * جاك كارتر ابن الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر رشح نفسه لمجلس الشيوخ وليس شرطا أن يفوز الابناء بدلا من ابائهم ولكن التاريخ اثبت ان الابناء يحملون الي الكونجرس تجارب جيدة وخبرة زائدة. ويقول المراقبون: هذه الظاهرة ليست غريبة فان المهندس يكون عادة مهندسا كأبيه وابن "الخباز" يرث مهنة الأب ولذلك فابن السياسي يكون سياسيا كأبيه فهو يعيش مناخا سياسيا طول حياته. ولكن ما يلاحظ هو ان الابناء لا يرشحون انفسهم في الانتخابات كمعارضين ومناهضين لاحزاب الأب.. فالأب إذا كان عضوا في الحزب الديمقراطي فولده يكون ديمقراطيا مثله. وقد رأينا أن الرئيس الأمريكي جون كوينس آدامز خلفه ولده رئيسا وابن الرئيس الاب جورج بوش هو الرئيس الحالي جورج بوش الابن وعضو الشيوخ فرانك مدركوفسكي خلفته ابنته في مجلس الشيوخ وبعد ان اختير حاكما لولاية الاسكا فان ابنته صارت "حاكما" للولاية من بعده. وهكذا أصبحت السياسة في واشنطن كما يقول مؤرخ معاصر: مسألة عالمية. وكما يقول المثل العامي السائر: "مفيش بلد أحسن من بلد أو حد أحسن من حد"!!