ان لإعلان شركة إيرباص عن تأجيل تسليم طائرتها الجديدة العملاقة 380 إلي زبائنها حول العالم حتي النصف الثاني من عام 2007 وقع الصاعقة علي سوق الطائرات وشركات الطيران فيما ارتفعت في المقابل حظوظ شركة بوينج في الحصول علي صفقات مربحة. وكانت شركة إيرباص الأوروبية قد أعلنت الثلاثاء الماضي تأجيلها موعد تسليم أولي طائراتها من فئة 380 الضخمة إلي النصف الثاني من عام 2007 وذلك بتأخير سنتين عن الموعد المحدد سابقا مما دفع العديد من شركات الطيران إلي التلويح بإلغاء العروض المعقودة. وفيما لفت خبراء إلي خسائر التشغيل التي تكبدتها شركات الطيران التي مولت مشروعات توسيع وتجهيز مطارات حول العالم لاستيعاب الطائرة العملاقة لفت خبراء اَخرون إلي مكاسب غير منظورة ستجنيها شركات الطيران التي عقدت الطلبيات في حال تأخر تنفيذ العقود. سكوت هاملتون محلل الصناعات الملاحية الاقتصادي قال إن شركات الطيران ستكون بحلول موعد تسليم الطائرات قد حصدت حسومات كبيرة كغرامات علي شركة إيرباص مقابل تأخيرها عن التسليم مما سيجعل A380 إحدي أرخص الطائرات في العالم. وعملا بالقول المأثور مصائب قوم عند قوم فوائد استغلت شركة بوينج التي كانت تبحث عن زبائن محتملين لطائرتها العملاقة الجديدة 8747 التي تتسع لزهاء500 شخص، مشكلات إيرباص لتنعش عملية تسويق طائرتها الجديدة. ويري محللون أن نقطة القوة التي تمتلكها بوينج هي أن تصميم طائرتها 8747 يعتمد علي تحديث التصاميم التي تمتلكها حاليا من الطائرات الأصغر حجما مما يجعل تصنيع الطائرة الجديدة أسرع وأقل تعقيدا. وعلي الرغم من أن بوينج لن تستطيع تسليم طائرتها الجديدة قبل عام 2009 غير أن المشكلات التي تعترض شركة إيرباص ستمنحها إمكانية اجتذاب زبائن جدد عبر تقديم تخفيضات مغرية. وعلي صعيد اَخر تحاول شركات الطيران العالمية التي أبرمت عقودا لشراء طائرات A380 من إيرباص إيجاد السبل المناسبة للتعاطي مع التأخير الحاصل في إنتاج الطائرة وتأثيره المتوقع علي التزامات الشركات المستقبلية. فقد أبدت الخطوط الجوية السنغافورية استياءها من التأخير خاصة بعد أن نجحت الطائرة في اختبارات السلامة رأت أن العائق المتمثل في مشكلات في عمليات الإنتاج المتعلقة بمد الأسلاك الكهربائية في الطائرة هو أمر "مخيب للاَمال". وأعلنت الشركة التي تقدمت بطلبات لشراء 12 طائرة ستتسلم أولاها في الربع الأخير من عام 2007 أن إيرباص ستقوم بتعويضها عن هذا التأخير رافضة إعطاء أي تفاصيل تتعلق بقيمة التعويض. أما شركة Qanta'S الاسترالية التي كانت قد طلبت 11 طائرة فقد عبرت بدورها عن خيبة أملها للتأخر في التسليم الذي لن يبدأ بالنسبة لها قبل أغسطس 2008 لكنها أبدت ارتياحها لرجوع التأخير إلي معوقات في الإنتاج لا إلي مشكلات تقنية تتعلق بالطائرة. أما الخطوط الجوية الإماراتية الزبون الأكبر لإيرباص التي كانت تنتظر 45 طائرة تتجاوز كلفتها 13مليار دولار فقد أعرب مديرها تيم كلارك أنها تعيد دراسة كل خياراتها. أما المديرالتنفيذي لشركة إيرباص كريستيان شتريف فقد أعرب عن اعتقاده أن أيا من زبائن الشركة لن يقوم بفسخ عقده معها مشيرا إلي خسائر بقيمة 3.6 مليار دولار ستتعرض لها شركته نتيجة التأخير الحاصل.