كانت الشعوب الأوروبية جميعا تحسد السويد. الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحكم منذ 12 سنة حقق خلالها النمو وإصلاح الخدمات و السياسة المعتدلة بالنسبة للهجرة، أي السماح للمهاجرين الأجانب بالإقامة والحياة في السويد، ولكن الحزب لايسمح لأعداد كبيرة من المهاجرين وفي الوقت نفسه لايغلق الباب بعنف. ولكن. في الانتخابات الأخيرة سقط الحزب الاشتراكي وفاز تحالف أحزاب يمين الوسط بسبعة مقاعد أكثر من الاشتراكيين وبذلك تولي الحكم. السبب في استقرار الاشتراكيين في الوزارة 12 سنة يرجع إلي التقدم الاقتصادي وأيضا الترحيب بإنشاء واستقرار الشركات الدولية الناجحة متعددة الجنسية وأيضا العلاج والخدمات الاجتماعية والتأمينات للشعب كله. أما السبب في سقوط الاشتراكيين فيرجع إلي أن الحكومة تحصل علي أكثر من نصف الدخل القومي كضرائب حتي تستطيع أن توفر للناس مجتمع الرفاهية. يضاف إلي ذلك أن الشباب السويدي لا يجد عملا إلا في الوظائف الحكومية، والحزب الاشتراكي لا يستطيع أن يوجد وظائف كثيرة للشباب. وجاء اليمين ليعد الشعب بتخفيض الضرائب علي أصحاب الدخول الصغيرة وأيضا يخفض الضرائب علي رجال الأعمال الذين يوجدون وظائف جديدة للشباب العاطل. وأعلن أنه سيقوم بخصخصة بعض الشركات الحكومية. ورحب الشعب بالتغيير وأيده. والمشكلة أن اليمين بلا تجارب في الحكم وهي نفس المشكلة التي واجهها حزب العمال البريطاني عندما فاز في الانتخابات عام 1997 بعد سنوات طوال في المعارضة، وكذلك الائتلاف الذي حكم اليابان فترة قصيرة عام 1993 وأمضي الحزبان في الحكم فترة يستمتعون بأبهة الحكم حتي نجحوا في ممارسة الحكم فعلا. قال المراقبون السياسيون: هل البرامج الاقتصادية المختلفة هي السبب في فوز اليمين، الحقيقة أنها بعض الأسباب ولكن المبرر الحقيقي الرغبة القوية في التغيير لدي الشعوب التي تريد ألا يحكم أي حزب لفترة طويلة. ويبقي بعد ذلك مراقبة اليمين الذي لم يستطع من قبل أن يحكم السويد طويلا فإن الشعب رغم ارتفاع الضرائب كان يستمتع بكل الخدمات والرعاية التي توفرها له الدولة! محسن محمد