السلام الذي حققته مصر لم يأت من فراغ، ولم يتم بالخطب ولا بالشعارات.. ولكن بالجهد والدماء وايضا الدبلوماسية. واليوم.. وبعد 33 عاما علي انتصارات اكتوبر المجيد التي مهدت الطريق لتحقيق السلام نتذكر ابطالنا الذين خاضوا غمار الحرب للعبور نحو السلام الذي تحقق بدماء الشهداء. 33 عاما مرت علي حرب اكتوبر او حرب رمضان ويشاء القدر ان يتعانق اكتوبر مع رمضان هذا العام ليذكرنا بأن جنودنا الابطال خاضوا حربهم وهم صائمون وحققوا النصر مع الشهادة من اجل هذا الوطن الولاد بأبنائه العظام. نعم.. مصر ولادة.. ولن ينضب لها معين مهما حاول اعداؤها النيل منها وبالتالي ستمضي الي الامام بالرغم من الصعاب التي تواجهها او توضع في طريقها، لان هذا الشعب يعشق ارضه الطيبة التي يعيش فوقها بالحب والاخلاص والتفاني. ان انتصارات اكتوبر التي يحاول البعض اسقاطها من الاخبار التي تنشر وتسميتها بعيد القوات المسلحة ستبقي في اذهان هذا الشعب جيلا بعد الاخر لان ملحمتها اصبحت غذاءً رئيسيا لابناء هذا الوطن لانهم لا ينسون افضال ابطالهم وشهدائهم الذين ضحوا بالغالي والثمين بالروح والدم لتبقي مصر منتصرة. عرس اكتوبر يجب الحفاظ عليه لانه اصبح جزءاً مهماً من التاريخ الحديث لان المشاركة في تحقيقه تمت بالتحام الجماهير مع قواته المسلحة وبالتالي لا يجب ان تستبدل تسميته الي عيد القوات المسلحة. في هذه الذكري يجب ان نتذكر الرئيس الراحل انور السادات الذي تحمل قبل الحرب وبعدها ما ينوء بحمله الجبل.. فهذا الرجل الذي قاد مصر الي النصر كان سابقا لعصره. باختصار شديد نقول لكونداليزا رايس التي وصلت لاحياء المفاوضات: ان السلام الذي تحقق لمصر كان يجب ان يتحقق لباقي الدول العربية.. لكن لم يحدث ذلك، فالقدس واراضي فلسطينية تحت الاحتلال.. والجولان في قبضة اسرائيل التي ترفض التخلي عنها، ومزارع شبعا متمسكة بها الدولة العبرية مثل مسمار جحا بحجة انها موقع استراتيجي سيتم بواسطتها حماية جنود الاحتلال في الجولان. فهل يا آنسة الدبلوماسية الامريكية يصح بقاء الامور مجمدة مع انه كان يجب طي صفحة الاحتلال للاراضي العربية في نهاية السبعينيات؟ وهل زيارتك للمنطقة ستحي من جديد الجهود ليتحقق السلام ام انك "زي ماجيتي حترجعي"؟