وبرغم ان اللقاء كان لبعض الصحفيين بينهم "الأسبوعي" مع السفير الأمريكي وعائلته بدعوة من د.علي درويش المستشار الإعلامي السابق للسفارة الأمريكية، إلا أن "الأسبوعي" حصلت منه علي الحوار خاصة وانه كان يريد الابتعاد عن السياسة في هذه الحلبة، وقال انه يرحب بالاجابة علي أي سؤال ل "العالم اليوم" التي يكن لها كل تقدير لدورها الكبير في الصحافة المصرية.. وهكذا دار الحوار الذي نفي فيه أي تراجع في العلاقات المصرية الأمريكية وبرر تجميد مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بعقبات قانونية أمريكية، والأهم أنه أكد دعم بلاده للتوجه المصري نحو اقامة محطة للطاقة النووية واستعدادها للتعاون الفني سواء في اقامتها أو تشغيلها. وبعيداً عن أي رسميات أو أي تواجد لحرسه الخاص تناول السفير الأمريكي الشاي الأخضر.. وانهي شيشة معسل التفاح توزع الحديث مع الحاضرين لتنفرد به الاسبوعي في الحوار الذي دار كالآتي: * سألناه: لماذا تشهد العلاقات الاقتصادية المصرية - الأمريكية تراجعاً في الفترة الأخيرة خاصة مع غموض موقف المفاوضات حول اتفاق التجارة الحرة بين البلدين وانما هناك بعض الخلاف الذي يحدث بين الاصدقاء وهذا أمر طبيعي وبين أي دولتين وليس هناك أي تراجع في العلاقات سواء السياسية أو الاقتصادية بين مصر وأمريكا.. بالعكس توجد بين مصر وأمريكا مصالح مشتركة مهمة جدا وخصوصا هذه الأيام ما بعد أزمة حرب لبنان، ومن أهم هذه المصالح المشتركة تلك القضايا الخاصة بالسلام في المنطقة، والدليل علي ذلك ما قدمه الرئيس الأمريكي بوش أمام الأممالمتحدة والذي جدد التزام الدبلوماسية الأمريكية بالسلام في الشرق الأوسط وقام بتكليف الوزيرة كونداليزارايس بأن تعود للمنطقة العربية مرة أخري والاتصال المباشر مع جميع الاطراف والاصدقاء والملتزمين بالسلام ويوجد الآن تعاون فعلي فيما يتعلق بالمصالح المشتركة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. نريد أن نعرف بالتحديد العقبات التي تقف أمام استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وأمريكا؟ ** ان اتفاقية التجارة الحرة قضية معقدة للغاية بسبب السياسة الداخلية التي تتبعها الادارة الأمريكية حيث ان هناك خلافاً بين القسم الاداري التابع للرئيس الأمريكي وبين الكونجرس الأمريكي.. والآن الادارة الامريكية تبحث عن فرصة مناسبة لابلاغ الكونجرس الأمريكي برغبة الحكومة الأمريكية لبدء مفاوضات لابرام اتفاقيات تجارة حرة مع أي حكومة في العالم وذلك لأن بدء مثل هذه المفاوضات يتطلب اجراءات معينة نص عليها القانون الأمريكي وذلك حتي يوليو من العام القادم 2007 ومن الصعب بدء أي مفاوضات مع أي دولة لذلك في الفترة الحالية ولابد من تجديد هذا القانون قبل بدء المفاوضات مع أي دولة وهي مسألة قانونية فقط. ويهمني التأكيد انه لا توجد أي عقبات أو معوقات لعقد اتفاقيات للتجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة وبين أي دولة في العالم وبالنسبة لمصر لا توجد مشاكل سياسية بين البلدين تعوق ابرام اتفاقية للتجارة الحرة ولكن هناك اجراءات مطلوبة ومنها القوانين المصرية القديمة الموروثة منذ الخمسينيات كنظام شيوعي ضد النظام الرأسمالي كانت سببا في عدم موافقة الادارة الامريكية علي اعلان مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع امريكا الا ان الحكومة المصرية بدأت منذ سنوات قليلة في الاصلاح الاقتصادي بشكل جدي ليس مع امريكا وانما مع معظم دول العالم ولا يجب ان نغفل هنا ذلك التقدم الذي أحرزه بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" الذي أدي إلي زيادة ليست بالقليلة في الصادرات المصرية لأمريكا ومن أبرزها صادرات الملابس الجاهزة والمنسوجات والتي سببت انتعاشا كبيرا للمصدرين والمنتجين المصريين واضافت الكثير من فرص العمل في هذا القطاع واعتقد بصفة عامة انه من السابق لأوانه الحديث عن الاتفاقية الخاصة بالتجارة الحرة مع امريكا ومن الممكن العودة اليه في يوم من الايام ولكن يهمني الاشارة الي انني زرت منذ ايام وزير التجارة المهندس رشيد محمد رشيد وتحدثت معه عن هذا الموضوع كما انني قمت باجراء محادثة تليفونية مع رئيس الهيئة الأمريكية المسئولة عن الاتفاقيات الدولية التابعة للبيت الابيض الامريكي وسوف التقي به بعد اسبوعين في واشنطن للتباحث حول هذه الاتفاقية وبنودها المختلفة وسيدور النقاش حول عقد المؤتمرات والندوات والاجراءات والترتيبات التي تكفل تشجيع الاستثمارات والتجارة الامريكية في مصر لجميع المجالات. * دعنا ننتقل الي قضية اخري وهي موقف واشنطن من قيام مصر ببناء محطة نووية لتوليد الطاقة؟ ** بكل تأكيد فان واشنطن بما فيها الادارة الامريكية والكونجرس علي استعداد تام للموافقة علي التعاون مع مصر في مجال نقل الخبرات التقنية الخاصة ببناء وتشغيل المفاعل النووي لتوليد الطاقة باعتبارها من أهم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كما اننا علي استعداد لتبادل الخبراء بين مصر وامريكا وذلك في أقرب وقت لتقديم الخبرات لمصر في هذا المجال في أي وقت تطلب فيه ذلك ونحن علي استعداد للتعاون مع مصر في هذا المجال. * وهل هناك مؤشرات ايجابية سنراها قريبا للدلالة علي هذا التعاون؟ ** آمل ذلك والدليل علي ذلك زيارة نائب وزير الخارجية الامريكي روبرت جونسن والذي التقي بوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط وتحدثا في هذا الموضوع وسبق هذه الزيارة الكلمة التي ألقاها نائب وزير الطاقة الامريكي في مؤتمر صحفي بواشنطن حول هذه المبادرة الامريكية التي تهدف الي الشراكة العالمية للطاقة النووية G.N.B وهي مبادرة امريكية اطلقت منذ فترة. * يبقي سؤال أخير: هل صحيح أن الولاياتالمتحدةالامريكية تتراجع حاليا عن مبادراتها لتأييد الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يتردد في الفترة الأخيرة واتباعها أسلوبا براجماتيا لحماية مصالحها في المنطقة؟ ** لا.. وإذا طالعتم الخطاب المهم الذي ألقاه الرئيس بوش بنيويورك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين الماضي فقد كان واضحا جدا بأنه مازال يؤيد شخصيا ورسميا عمليات الاصلاح بجميع اشكالها في جميع دول العالم وبصفة خاصة لدول الشرق الأوسط.. كما اشار الي رسالة تلقاها احد القادة العرب وبعض الاصدقاء المصريين الديمقراطيين والذين طالبوا بالاستمرار في تطبيق الديمقراطية والاستمرار في السياسية الامريكية المتبعة والمطبقة في دول الشرق الاوسط.