في استمرار لتداعيات اغلاق حقل سخالين وحرمان شركات عالمية من العمل فيه سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس لتهدئة مخاوف شركة توتال الفرنسية البترولية العملاقة من انها قد تفقد عقدا مربحا للمشاركة في الانتاج في غرب سيبيريا قائلا ان الامر ينطوي علي مبالغات كبيرة. وقال بوتين الذي يقوم بزيارة تستمر يومين لفرنسا ان العلاقات مع باريس طيبة وانه مستعد لمناقشات مفصلة وصريحة مع مضيفه الرئيس جاك شيراك بشأن توتال وعدد من القضايا الاخري. وقال بوتين لدي وصوله لحضور مأدبة عشاء في قصر الاليزلية يمكن ان اطمئنكم ان الشائعات المتعلقة بسحب ترخيص توتال مبالغ فيها بدرجة كبيرة. ونقلت صحيفة فريميا نوفوستاي عن مصدر مقرب من وزارة الموارد الطبيعية الروسية قوله انها مسألة وقت فقط قبل ان تفقد توتال ترخيصها وهو عقد مشاركة في الانتاج في حقل خارياجا البترولي. ونقلت الصحيفة الروسية عن مصدر قوله ليس من العدل عندما يكون سعر برميل بترول اكثر من 60 دولارا ان تدفع روسيا فعليا مبالغ اضافية لمن يقوم بالتطوير في المشروع. وتأتي هذه المساعي وسط اتهامات لموسكو بمحاولتها اعادة سيطرة الدولة علي مصادرها البترولية وهو ما يتعارض مع تعهداتها الاخيرة في قمة الدول الثماني بفتح أسواقها للمنافسة الاجنبية. واضاف بوتين: سنترك جانبا مسألة كيف تمكن الاجانب من فرصة عمل علي أساس مشاركة في الانتاج لكن يتعين عليهم ان يفهموا انه لا يمكن التصرف بهذا الشكل مع روسيا. وانتقدت وزارة الموارد الطبيعية توتال مرارا بسبب البطء في تطوير الحقل. وأشار بعض المحللين إلي أن الخلاف قد يستغل ضد توتال عندما تختار روسيا شركاء لحقل شتوكمان الكبير وتوتال ضمن خمس شركات اختيرت في تصفية من بين المتقدمين بعروض لتطوير الحقل وتنتظر صدور القرار في مارس. وتجدر شركات البترول الكبري صعوبة متزايدة في تعزيز وجودها في روسيا في حين تتعرض المشاريع القليلة القائمة للنقد والتدقيق. وقطعت موسكو امدادات الغاز عن اوكرانيا في الشتاء الماضي في خطوة اثارت مخاوف من ان روسيا ثاني أكبر منتج للبترول في العالم وصاحبة اكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي بدأت تستعرض قوتها الاقتصادية. وقال جيروم بونافون المتحدث باسم شيراك قبيل اجتماع الرئيسين ان باريس ترقب عن كثب قضية توتال وان جميع الاطراف تريد مشاركة تستند إلي المصداقية والثقة المتبادلة وقواعد يقبلها الطرفان واثارت موسكو مخاوف اوروبا بعد مواجهة مع شركة رويال داتش شل بشأن حقوق في مشروعات بترول وغاز ضخمة في منطقة سخالين ووسط مخاوف بشأن تريخص توتال في حقل خارياجا البترولي وزاد بوتين بدرجة كبيرة سيطرة الحكومة علي قطاعات مثل البترول والغاز والطيران والسيارات في السنوات القليلة الماضية بعد عمليات بيع اتسمت بالفوضي في منتصف التسعينيات.