وقعت شركة بيجو ستروين اتفاقا مع شركة بروتون الماليزية لصناعة السيارات لتشكيل تحالف استراتيجي وذلك في إطار جهود بيجو للتواجد في منطقة جنوب شرق اَسيا. وصرح متحدث باسم شركة بيجو بأنه من المقرر أن تعقد الشركتان مباحثات أولية خلال شهر مايو القادم وأن المدير التنفيذي لبيجو جان مارتين فولز ونظيره في بروتون محمد طاهر وقعا خطاب نوايا لدراسة إمكانية التعاون بين الطرفين. وأضاف أن محادثات مسئولي الشركتين ستركز علي تطوير الإنتاج وعملية التوزيع وعقود تجميع أجزاء السيارة. كانت بيجو قد أجرت مفاوضات مع بعض الشركات ومنها روفر وفولكس فاجن لإجراء هذه الشراكة إلا أنها لم تسفر عن شيء، والمعروف أن بيجو ومعها كل من فولكس فاجن وهيونداي موتور تفتقد وجود قاعدة لها في جنوب شرق اَسيا وهي حريصة علي التوسع هناك لتعويض تراجع مبيعاتها في الأسواق الأوروبية. كانت بيجو قد عانت تراجع مبيعاتها خلال العام الحالي واضطرت لإصدار عدد من التحذيرات بشأن أرباحها، وقد أعلن المدير التنفيذي للشركة هذا الشهر أنه سيتنحي عن منصبه في شهر يناير القادم مع بلوغه سن الستين وذلك بعد تسع سنوات أمضاها في المنصب. الجدير بالذكر أن شركة بروتون الماليزية كشفت في شهر يونية الماضي عن أن المفاوضات مع بيجو يمكن أن تسفر عن حصول بيجو علي حصة في الشركة خاصة أن الأخيرة تعرضت لتراجع شديد في مبيعاتها وشهدت أسوأ عام لها منذ إنشائها في أوائل الثمانينيات. ويري بعض الخبراء أن هذه الخطوة من مسئولي بيجو تأتي في إطار عملية إعادة الحسابات بعد سلسلة الخسائر التي تعرضت لها الشركة خلال الفترة الماضية وأن هناك في المنظور القريب سلسلة من الإجراءات لإعادة هيكلة الإدارة. ويضيف الخبراء أن عملية الشراكة مع شركة بروتون الماليزية تمثل نقطة تحول في تصحيح أوضاع بيجو لاسيما أنها تسعي لإيجاد أسواق جديدة تساعدها علي استيعاب إنتاجها وأيضا علي تطويره، وأنه في حالة نجاح عملية الاندماج بين الطرفين فإنها ستكون مقدمة لمزيد من عمليات الاندماج. ويؤكد الخبراء أن التوافق بين بيجو وبروتون سينعكس إيجابيا علي الطرفين سواء من ناحية التوزيع أو الأرباح وأن الأمر بات يتوقف علي مدي تفاهم المسئولين لتوفير عوامل النجاح وتجاوز أي مشكلات أو صعوبات تعترض إتمام الصفقة. وكانت المفاوضات بين الجانبين قد أخذت شوطا ليس بالقصير خلال الفترة الماضية إلي أن دخلت مرحلة الاتفاق بصفة مبدئية بعد التوقيع علي اتفاق النوايا بين الجانبين.