سيدخل شهر ابريل التاريخ باعتباره اقسي شهر علي صناع السيارات في بريطانيا ففي ابريل من العام الماضي انهارت شركة (MG) روفر آخر شركة لصناعة السيارات كانت مملوكة للبريطانيين بالكامل.. وفي ابريل الحالي أعلنت شركة بيجو عزمها علي اغلاق مصانعها في ويست ميدلاندز وهي مصانع رايتون التي يعمل فيها 2300 شخص وان الاغلاق سيتم في يوليو من العام القادم 2007. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان مصير مصانع رايتون كان قد تقرر في الحقيقة منذ عام 2003.. فهذه المصانع تنتج السيارة بيجو 206 ولكن شركة بيجو قررت انتاج هذا الموديل في مصانع أخري تقيمها في مدينة ترنافا في سلوفاكيا.. وقد أعلنت نقابات العمال ان اغلاق مصانع رايتون هو مسمار كبير في نعش صناعة السيارات البريطانية كما عبر كثير من وزراء بريطانيا عن عدم رضاهم عن اغلاق هذه المصانع. ومصداقا لما تقدم تقول "الايكونوميست" ان مفاوضات اغلاق مصنع والاستغناء عن عمال تستغرق نحو 3 شهور فقط في بريطانيا في حين انها قد تستمر لأكثر من عام في فرنسا.. كما ان تكلفة تقاعد العمال في فرنسا تمثل ضعف او ثلاثة امثال تكلفة تقاعدهم في بريطانيا حسب تقديرات ويليام داوسون مسئول شركة سيمونز آند سيمونز للاستشارات القانونية. وفوق كل ما تقدم فان بيجو لا يمكن ان تترك سوقها الوطني لحساب تواجدها في السوق البريطاني.. وان كان يمكنها بالطبع ترك سوقها الوطني للانتقال الي احد الاسواق رخيصة التكاليف في وسط وشرق اوروبا او حتي في آسيا.. ومع ذلك فمن الملاحظ ان بيجو قد ألغت وردية في مصانعها بفرنسا التي تنتج الموديل 206 واستغنت عن 1500 وظيفة. وعند بيجو بجانب هذا كله اسبابها لاغلاق مصانع رايتون وفي مقدمة ذلك الاسباب اللوجستية فكل سيارة يتم انتاجها في رايتون تكلف 400 يورو (490 دولارا) زيادة عن السيارات المماثلة التي يتم انتاجها في فرنسا وذلك حسب تقديرات مارتن فولز الرئيس التنفيذي لبيجو.. ولا يرجع ذلك الي ضعف انتاجية العمال البريطانيين بل ربما كان العكس هو الصحيح حيث ان انتاجية عمال مصانع رايتون اعلي من انتاجية نظرائهم منتجي نفس الموديل (بيجو 206) في فرنسا نفسها وذلك حسب ارقام جلوبال انسايت فالعامل في رايتون ينتج 63 سيارة في السنة مقابل 60 سيارة و56 سيارة في مصنعي بيجو في فرنسا وهما علي التوالي مصنع مولهاوس ومصنع بويزي. اما سبب الفارق في التكلفة بين مصانع رايتون والمصانع الفرنسية فهو اجور شحن مكونات السيارة من فرنسا واوروبا عموما الي السوق البريطاني لان 75% من مكونات بيجو 206 يتم استيرادها من الخارج. وهناك دافع آخر لاغلاق مصانع رايتون وهو انها مصانع قديمة وتحتاج تكاليف تجديدها الي استثمارات تناهز ال255 مليون يورو.. ورغم ان شركات اخري مثل (BMW) وتويوتا لها مصانع في بريطانيا الا ان موسم الهجرة الي اسواق وسط وشرق أوروبا بحثا عن العمالة رخيصة التكاليف تهدد وجود هذه المصانع.. وللحقيقة فان الهجرة الي وسط وشرق اوروبا لم تعد تهدد صناعة السيارات في بريطانيا وحدها وانما في كل غرب اوروبا.