التداول عبر شبكة الانترنت.. نظام جديد بدأ تطبيقه في السوق المصري وتوقع العاملون في السوق ان يحقق طفرة في التعاملات خلال الفترة القادمة حيث يلبي طلبات نوعيات من المستثمرين سواء الأجانب الذين يبتعدون عن الاستثمار داخل السوق المصري لصعوبة متابعة أوامر البيع والشراء من خارج مصر او المصريين المغتربين الذين يرغبون في استثمار اموالهم داخل بلدهم ويواجهون الكثير من الصعاب في اعطاء اوامر البيع والشراء او حتي طلبة الجامعات الذين يجيدون استعمال اجهزة الكمبيوتر ويرغبون في الاستثمار السريع عن طريق شبكة الانترنت. فقد اتاح التداول عبر الانترنت الفرصة امام كل هؤلاء وكل من يرغب في اصدار اوامر البيع والشراء دون ادني معاناة نظرا لانه بمجرد الدخول الي صفحة الموقع الرئيسية وادخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة بالمستثمر يستطيع تنفيذ العديد من الصفقات التي يرغب في تداولها في لحظات. رغم كل هذه المزايا التي ظهرت بوضوح مع بدء عمل اول شركة للتداول عبر الانترنت في السوق المصرية.. الا ان هناك مشكلة افرزها التطبيق وهي وضع المستثمرين لاوامر شراء او بيع خارج النطاق السعري المسموح به مما يؤدي الي الغاء هذه الاوامر. أكد حنفي عوض المدير التنفيذي لشركة النصر للأوراق المالية ان من اهم الاسباب التي دفعت الهيئة العامة لسوق المال للتفكير في استخدام الإنترنت كوسيلة من وسائل التداول في بورصة الاوراق المالية هو اتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المستثمرين لدخول البورصة و زيادة شريحة المتعاملين بها علي اختلاف انواعهم خاصة وان قيمة التعاملات اليومية للسوق تخطت حاجز المليار جنيه يوميا وبالطبع يعكس ذلك نشاط عمليات التداول بصفة عامة علاوة علي زيادة رؤوس الأموال التي يتم ضخها في البورصة بشكل كبير. واوضح ان هناك شرائح جديدة من المستثمرين تدخل السوق يوميا مما أدي إلي زيادة العبء علي شركات السمسرة خاصة وأن شركات السمسرة أصبحت غير قادرة علي استيعاب هذا الكم من العملاء وترتب علي ذلك وجود نوع من التباطؤ في تنفيذ طلبات بيع وشراء الاسهم .. وفي بعض الاحيان يصعب علي العميل الوصول الي السمسار الذي يتعامل معه بسهولة نظرا لوجود ضغط شديد علي خطوط الهاتف والتي تعتبر من اسرع الوسائل المتاحة حاليا لاتمام هذة العمليات وهذا العيب يعتبر هو من اخطر المعوقات التي تهدد استثمارات العميل نظرا للانخفاض والارتفاع اللحظي الذي تتعرض لة أسعار الأسهم يوميا وظهر ذلك بوضوح اثناء طرح حصة من اسهم المصرية للاتصالات للاكتتاب حيث عاني الكثير من المواطنين من سوء الخدمات المقدمة من شركات التداول . وأشار عوض إلي ان اجتماع هذه الاسباب أدي الي استقبال عملية البيع والشراء عبر الانترنت بالترحاب خاصة وان هذه التجربة اثبتت نجاحها في العديد من دول العالم مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالامريكية خاصة و انها تتيح اجراء عمليات البيع والشراء في اسرع وقت ممكن كما أنها تعتبر من اكثر الوسائل لحماية اموال العميل حيث يمكن استخدام كروت الإنترنت المدفوعة مقدما لاتمام عملية شراء اسهم. ومن جانبه أشار عمرو زغلول سمسار بشركة اوبتيما لتداول الأوراق المالية ان عملية التداول عبر الانترنت ليست سهلة كما يتصور البعض خاصة وأنها تحتاج الي المزيد من الضوابط والقواعد بالاضافة إلي زيادة الوعي عند المستثمرين خاصة وان هذه التجربة مازالت في حيز الاختبار ولم يتم اثبات نجاحها بصورة مطلقة. وأكد زغلول ان التداول عبر الانترنت يحمل معه بعض المخاطر نظرا لأن العميل هو الذي يقوم باعطاء اوامر البيع والشراء دون الاستناد الي نصائح او معلومات سواء كانت من المتعاملين او السماسرة. ويري زغلول ان التداول عبر الانترنت لن يؤدي إلي تقليص دور شركات تداول الأوراق المالية وذلك للعديد من الأسباب لعل أهمها هو عملية ادارة المحافظ التي لا يستطيع اصحابها ادارتها بأنفسهم بالاضافة الي انه يوجد شريحة كبيرة من المستثمرين لا يجيدون التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي ولاسيما متابعة حركة اسهمهم عن طريق الشبكة. وأكد زغلول علي انه يوجد حاليا مخاوف من التعامل عبر شبكة الانترنت بسبب عمليات الاختراق التي قد تحدث للموقع او لجهاز المستخدم ويكون ضحيتها المستثمر هذا بالاضافة الي وجود بعض الصفقات الخاطئة مثلما حدث في الايام الماضية حيث قامت البورصة بإلغاء العديد من عمليات التداول في الفترة الماضية نظرا لوجود اخطاء في اوامر البيع والشراء. وأشار زغلول الي انه يتحتم علي الشركة القائمة علي التداول عبر شبكة الانترنت زيادة توعية عملائها والزامهم بقواعد البيع والشراء التي وضعتها البورصة.