عادت الثقة للسوق المصرية منذ بداية شهر يوليو الماضي وذلك بعد فترة من التراجع استمرت عدة أشهر.. ومن أهم مظاهر عودة الثقة ارتفاع حجم التعاملات إلي أكثر من مليار جنيه يومياً.. ورغم هذا الارتفاع إلا أن هناك بعض المنغصات التي لاتزال تؤرق خبراء السوق. ومن أهم هذه المنغصات سيطرة الأفراد علي التعاملات فيري هاني توفيق رئيس الاتحاد العربي للملكية الخاصة ضرورة تدخل المؤسسات بدور أكبر في الفترة الحالية لإيجاد توازن في السوق ومنع حدوث أي مضاربات سواء بالصعود الحاد أو الهبوط الحاد فهناك غياب واضح من قبل كبار المستثمرين في السوق من صناديق ومؤسسات ومحافظ وشركات استثمارية. * بعد فترة من الركود وضعف السيولة اقتربت حجم التعاملات اليومية من المليار جنيه فهل ذلك يعني عودة ثقة الأفراد من جديد؟ ** الثقة في السوق قد عادت بالفعل تدريجيا فقيمة التداول اليومي تجاوزت أكثر من المليار جنيه في عقب إعلان عن وصول ثمن صفقة الرخصة الثالثة للمحمول إلي 7.16 مليار جنيه مما أكد للمستثمرين أن الثقة في الاقتصاد المصري يجب أن تكون أكبر بكثير مما كانت عليه وعودة التفاؤل بوصول أسعار الأسهم القيادية إلي مستوياتها العليا السابقة. * وهل تري أن لارتفاع الفائدة علي الدولار والمضاربات علي الذهب دوراً في سحب السيولة من السوق خلال الفترة الماضية؟ ** ارتفاع الفائدة علي الدولار والمضاربة علي الذهب كانت أحد أسباب نشاط السوق فزيادة خروج أموال المضاربين الضخمة من السوق للمضاربة علي الذهب والبترول واستغلال حالة النمو المستمر في أسعارهما حيث يتطلب الاستثمار أو المضاربات في البترول والذهب استثمارات ضخمة نسبيا. لكنه لا يمكن إنكار أن السوق المصري تأثر بلا شك بحالة الارتباك في أسواق المال العربية حيث أدي خروج أموال ضخمة من السوق من المستثمرين العرب لتعويض خسائرهم في أسواق المال العربية التي منيت بخسائر عنيفة بعد موجات من الصعود القياسي إلي تدهور الأسهم المصرية. وهو ما استتبع خروج الأفراد الذين يصابون بحالة من الذعر والفزع في مثل هذه الظروف. * وما رأيك في وصول التعاملات اليومية للأفراد إلي أكثر من 80% يومياً وسط غياب واضح لدور المؤسسات والصناديق؟ ** للأسف هناك عشوائية في تعاملات الأفراد فنسبة ليست قليلة من المستثمرين الأفراد في السوق الآن هم مضاربون وليسوا مستثمرين محترفين.. والسبب الرئيسي لضعف السيولة في السوق خلال الفترة الماضية هو سلوك الأفراد العشوائي علي الرغم ان الأفراد هم الخاسرون في المقام الأول منذ بداية عام 2006 وسط غياب واضح من المؤسسات وصناديق الاستثمار. وأضاف ان المؤسسات لابد ان تتدخل بدور أكبر في الفترة الحالية لإيجاد توازن في السوق ومنع حدوث أي مضاربات سواء بالصعود الحاد أو الهبوط الحاد لأن سلوكهم في الفترة الماضية كان يتسم بطابع المضاربة مثلهم مثل الأفراد علي الرغم من ان المؤشرات الاقتصادية والأداء المالي للشركات في تحسن ملحوظ، ولكن هناك عزوفا ملحوظا من جانب المؤسسات علي التعامل في السوق، وقد يكون السبب وراء ذلك ارتفاع المخاطر الاستثمارية من وجهة نظرهم. * كيف تري ظاهرة السهم القائد الذي يسيطر علي جانب كبير من التعاملات؟ ** ظاهرة السهم القائد ظاهرة لا يمكن إغفالها في السوق المصرية وقد يكون سببها الزيادة الكبيرة في تعاملات الأفراد حيث إن اهتمام الأفراد عادة ما يتركز علي سهم واحد أو سهمين تتوافر بشأنهما أخبار أو شائعات ومن هنا فظاهرة السهم القائد ترجع مسئوليتها في المقام الأول علي الجهات الرقابية المسئولة في البورصة المصرية في التشديد في وضع ضوابط علي تحركات وتعاملات الأفراد وعلي افصاح الشركات المدرجة اسهمها في البورصة عن تحرات أسهمها غير المبررة في كثير من الأوقات خلال الجلسة الواحدة بارتفاعها إلي أكثر من 10% دون الافصاح عن السبب لذا يجب تشديد إجراءات الافصاح والشفافية للشركات المقيدة ومنع التلاعب بالأسهم كما حدث في بعض الحالات في الفترة الماضية. * هل تري أن الوقت مناسب الآن لأية طروحات جديدة واستكمال برنامج الخصخصة؟ ** بالتأكيد فالوقت الحالي مناسب لاستكمال برنامج الخصخصة فهناك فرصة الآن للطروحات الجديدة بعد زيادة السيولة في السوق وتخطيها المليار جنيه واستعادة السوق لعافيته من جديد فالسوق بحاجة الآن إلي إعادة تنظيم الاكتتابات الجديدة وتسهيل إجراءاتها لمنع الإضرار بالسوق كما يجب إعادة النظر في طرح أي شركات خلال الفترة المقبلة حتي لا تتعرض الطروحات للفشل علي غرار شركة مصر للألومنيوم. * من الملاحظ حاليا أن المؤسسات والأجانب أصبحوا يفضلون التعامل عكس الأفراد فما رأيك في تلك الظاهرة؟ ** السبب الرئيسي هو نقص الوعي لدي المستثمرين الأفراد الذين دخلوا السوق مع الاكتتابات الأخيرة فالمصريون كانوا يبيعون بأسعار منخفضة للغاية للتخلص من الأسهم في الوقت الذي كان يشتري فيه الأجانب فالأجانب مستثمرون أكثر وعيا ويعتمدون علي الاستثمار طويل الأجل وليس المضاربة. * في النهاية ما هي النصيحة التي يمكن ان تقدمها للمستثمر الصغير في ظل تذبذبات الأسعار الحالية؟ ** كل مستثمر وليس مضاربا لانك لا تملك أدوات المضاربة فالمستثمر الواعي هو الذي يقوم بشراء السهم الصحيح في الوقت المناسب وابتعد عن الانسياق وراء الشائعات واسهم المضاربة.