بعد أن ظلت خسائرها علي الخطوط الداخلية متصلة لمدة 34 سنة لجأت شركة الطيران الماليزية المملوكة للدولة إلي شركة إير اَسيا للسفريات الجوية الرخيصة لكي تعمل بدلا منها علي هذه الخطوط.. وتقول مجلة "فورتشن" إن إيراَسيا بدأت اعتبارا من أغسطس الحالي تعمل علي 96 خطا من مجمل الخطوط الداخلية البالغ عددها 118 ولا يوجد من بينها سوي 4 خطوط رابحة فقط. والاَن أصبحت الكرة في ملعب توني فيرناندير 42 عاما الرئيس التنفيذي لشركة إير اَسيا ليبرهن علي أن شركات السفريات الجوية الرخيصة يمكن أن تنجح فيما فشلت فيه شركة الطيران الماليزية. ويقول فيرنانديز إن هيكل التكاليف في شركته هو أقل هيكل تكاليف في العالم حيث تبلغ تكلفة الراكب لكل كيلو متر 2.1 سنت فقط وهذا يعني أنه يحتاج إلي نسبة إشغال لا تتجاوز ال 56% من المقاعد لكي يغطي تكلفة كل رحلة في حين تبلغ هذه النسبة في شركة الطيران الماليزية 70%. وقد اعتاد ثلثا زبائن إير اَسيا حجز تذاكرهم للسفر بها عن طريق الانترنت وهي تعمل علي 53 خطا داخل ماليزيا أو إلي البلدان المجاورة مثل تايلاند وأندونيسيا وماكاو.. ويقول فيرنانديز إن الشركة إما تربح وإما تغطي تكاليفها في هذه الخطوط جميعا وإن أرباح الشركة قبل دفع الضرائب في العام المنتهي في مارس 2006 بلغت 24 مليون دولار عن إيرادات حجمها 168 مليون دولار. ويؤكد فيرنانديز أنه ظل يشكو لمدة 4 سنوات من أنه يتنافس مع شركة طيران مملوكة للدولة ومدعومة منها وأن تخلي الشركة الوطنية الماليزية عن الخطوط الداخلية سيفتح باب الربح الوفير أمام إيراَسيا.. ورغم الاتفاق بين الشركتين لم تعلن تفاصيله فإنه صار معلوما أن الحكومة الماليزية ستمنح شركة الطيران الوطنية 236 مليون دولار كتعويض لها عن تركها للخطوط الداخلية.. كذلك حصلت إيراَسيا علي بعض الحوافز ومنها 5 ملايين دولار كدعم علي بعض الخطوط الداخلية ذات الطابع الريفي. ويقول وي كيم هونج رئيس الأبحاث في M&A سيكيورتيز في كوالالمبور إن أحدا لا يمكنه لوم فيرنانديز علي ثقته في تحقيق أرباح من خطوط عجزت شركة الطيران الماليزية عن إدارتها، فالرجل يدير شركة رابحة بالفعل في حين كانت الشركة الوطنية تحصل علي الدعم الحكومي لمواصلة الوقوف علي قدميها. ويقول كورين بنج محلل الطيران المدني في سيتي جروب إنه يتوقع أن يزيد عدد ركاب طائرات إير اَسيا من 3.5 مليون راكب ليصبحوا 8.5 مليون راكب سنويا وأن هذا سيعني زيادة إيراداتها بمقدار211 مليون دولار في السنة. وتقول مجلة "فورتشن" إن فيرنانديز ومعه باهامين رجب رئيس مجلس الإدارة قد اشتريا شركة إير اَسيا عام 2001 في وقت كانت فيه مجرد شركة شارتر تخسر وعليها ديون حجمها 13 مليون دولار وكانت تملكها إحدي الشركات الماليزية متعددة الأنشطة. وبعد أن تحولت إيراَسيا إلي شركة رابحة بدأ فيرنانديز يسعي للعمل بها علي الخطوط الداخلية خصوصا أن حكومة ماليزيا كانت تدعم شركات الطيران الوطنية بنحو 135 مليون دولار سنويا لتواصل عملها علي تلك الخطوط ولتستعيض الزيادة في أسعار الوقود. ورغم هذا الدعم فقد أعلنت الشركة الوطنية الماليزية خسارتها 416 مليون دولار قبل دفع الضرائب في العام المنتهي في مارس 2006 وذلك عن إيرادات جملتها 3.3 مليار دولار. وقد وضع إدريس جالا الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الماليزية في فبراير الماضي خطة للإنقاذ ولكنها لم تنجح.. ولذلك يجري العمل حاليا علي الاستغناء عن 6 اَلاف من العاملين في شركة الطيران الماليزية.. كما سيتعين علي الشركة إصلاح خطوطها الدولية وهي كثيرا ما تكون خطوطا جري إنشاؤها لأسباب سياسية أكثر منها اقتصادية ومعظمها يخسر بل إن هناك خطوطا دولية مثل خطي لندن وفيينا، وهي عادة من الخطوط المربحة للشركات الاَسيوية تحقق فيها الشركة الماليزية خسائر. ورغم أن فيرنانديز لم يعلق لا هو ولا المسئولون في الشركة الوطنية عن مستقبل العلاقة بينهما فإن هناك من الخبراء من يقترح علي الشركة الوطنية تملك حصة في إير اَسيا مثلما فعلت الشركة السنغافورية مع شركتي السفريات الجوية الرخيصة تايجر إيرلاينز وفاليوإير.. وعموما فإن الشهور القادمة ستبرهن علي أن شركة الطيران الماليزية بحاجة إلي نظرة أكثر واقعية للأمور خصوصا عندما يثبت فيرنانديز أنه كرجل أعمال ماهر قادر علي أن يحول الخسائر التي يخسرها غيره إلي مكسب أكيد.