ظاهرة غريبة في السوق السياحي تطل علينا مع كل أزمة وقد نتجت هذا الموسم عن انخفاض نصيبنا من الأسواق التقليدية وهي حرق الأسعار من أجل جذب العديد من سائحي الأسواق الجديدة مثل الهند والصين وكوريا واليابان. ورغم المحاولات التي قام بها عدد من شركات السياحة لاختراق الأسواق الجديدة بأي طريقة علي طريقة "اللي تغلبه إلعبه" حتي ولو وصل الأمر إلي حرق الأسعار والمضاربات غير الشريفة قد تضرب الموسم السياحي خاصة ان تلك الشركات لا هم لها سوي جمع المال والتربح بأي وسيلة حتي ولو كانت تسيء لسمعة مصر السياحية وعلي طريقة "اللي تغلبه إلعبه". مستثمرو السياحة أكدوا أن لجوء بعض الشركات إلي استخدام أساليب تتنافي مع قواعد المنافسة الحرة بحرق الأسعار والمضاربة داخل الأسواق الجديدة يسيء لسمعة السياحة والمستثمرين لأن تدني الأسعار في هذه الأسواق يعطي انطباعا بأن مصر - سياحيا - تباع بأسعار رخيصة. ورفضوا الاتجاه إلي هذه الأسواق حتي ولو كانت ستعوض التخفيضات عن الأسواق التقليدية. وطالبوا بردع هؤلاء الدخلاء من جانب وزارة السياحة كما طالبوا بإعادة تقييم كل شركات السياحة من جديد حتي تبقي الشركات الجادة فقط في السوق. "الاسبوعي" استطلعت آراء المستثمرين وأصحاب ومديري شركات السياحة لمعرفة أسباب خسارتنا في الأسواق التقليدية والأسواق الجديدة. من جانبه عقد زهير جرانة وزير السياحة مؤخرا عدة اجتماعات مع عدد من شركات السياحة والتي قامت بمحاولات للدخول إلي السوق الصينية احد الأسواق الجديدة وذلك لتقصي الحقائق بشأن واقعة حرق الأسعار بهدف المضاربات فيما بينها. وقد حذر الوزير تلك الشركات من نتيجة الاستمرار في تلك السياسة وتعميق ظاهرة حرق الأسعار كي لا يؤثر علي سمعة السياحة في مصر ويخشي وزير السياحة ان تفسد تلك المضاربات خطة الترويج السياحي التي اعتمدتها الوزارة وتتركز علي ضرورة اختراق أسواق غير تقليدية مثل الهند والصين دون التطرق لعملية حرق الأسعار. ويري المهندس أحمد بلبع رئيس غرفة الفنادق بجنوبسيناء ان الفترة الأخيرة شهدت بالفعل تراجعا في أسواق تقليدية مثل السوق الايطالي والألماني والروسي بنسبة تزيد علي 25% بسبب قصور الدعاية والترويج في وسائل الاعلام العالمية المختلفة نتيجة توقف حملة الترويج الخارجية. ويشير بلبع إلي أن السوق الايطالي كان يعتبر السوق الأول في شرم الشيخ إلا أنه تراجع للمركز الثالث بسبب ضعف وسائل الترويج المباشرة وغير المباشرة وكذلك تأثير الأحداث الأخيرة. ويوضح بلبع أن اللجوء لحرق الأسعار لجذب الأسواق الجديدة ظاهرة غير صحية لأنه يعطي انطباعاً بأن مصر تباع بأسعار متدنية، كما انه من المفروض تحديد مستوي وجودة أي مكان منذ أول يوم في اختراق هذه الأسواق مؤكدا أن ظاهرة تدني الأسعار يعاني منها المستثمرون السياحيون حيث إن رأس المال المنصرف في المقومات السياحية كبير جداً وعائده سينخفض بسبب ممارسة هذه الظاهرة من جانب البعض. ويشير رئيس غرفة الفنادق بجنوبسيناء إلي أن الخسارة ستكون مشتركة في حالة تدني الأسعار حيث ستخسر الدولة جزءا مما صرفته علي البنية الاساسية كما سيخسر المستثمرون الارباح وجزءا كبيرا من رأس المال. ويطالب بلبع بتكثيف الحملات الدعائية في الأسواق التقليدية التي انخفضت الأرقام الوافدة منها خلال الفترة الأخيرة حتي لا يفقد المستثمرون عائدهم من الاستثمار في معظم المناطق السياحية. اشغالات فنادق ويرفض هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية ورئيس احدي الشركات المالكة للفنادق ما يتردد حول قيام معظم شركات السياحة بحرق الأسعار في جنوبسيناء، مشيرا إلي أنه لو تم حرق الأسعار لكانت اشغالات معظم الفنادق قد وصلت إلي 100% إلا أنه أكد أن نسبة حرق الأسعار قليلة جدا. ويوضح هشام علي أن وزارة السياحة رغم أنها تطلق يد المستثمرين في تحديد الأسعار وخضوعها لمجال العرض والطلب، إلا أن الرقابة من خلال الوزارة وغرفة الفنادق تمنع هذه الظاهرة بصورة كبيرة. أما بالنسبة للأسواق غير التقليدية والتي بدأت تغزوها شركات سياحية مصرية مثل الهند والصين فيري هشام علي أنه ليس هناك مانع من تقديم حوافز وتسهيلات للسائحين الوافدين من الأسواق الجديدة مثل تخفيض أسعار تذاكر الطيران وأسعار الاقامة والخدمات دون أن يكون هناك تضارب لحرق الأسعار واشار علي إلي أن هناك دولا أخري تقدم عروضا ارخص بكثير منا لمثل هذه الأسواق.