أخشي أن تكون هناك انعكاسات سلبية لقرار الحكومة بفتح باب استيراد الدواجن واللحوم، أهمها ظهور مستوردين من الباطن أو من أشباه المستوردين، أو أن تذبح صناعة الدواجن المحلية. فرغم وجود ضوابط ووضع معايير ومواصفات للاستيراد وتكوين لجنة مختصة تهتم وتراقب عملية الاستيراد، إلا أن هناك خوفا من عودة المتخصصين في "تسليك" البضائع المستوردة من الجمارك مرة أخري. والذين يجيدون لعبة الالتفاف حول القرارات، والإفراج عن المنتجات المستوردة المضروبة من الباب الخلفي للموانئ، أي أن هناك تحفظات و"تخوفات" من ظهور أمثال توفيق عبد الحي وصبيانه من جديد، وبالتالي يتحول قرار الحكومة بفتح باب استيراد الدواجن واللحوم من أجل توفير هذا البروتين "الحيوي" لعامة الشعب خاصة محدودي الدخل بأسعار مناسبة إلي وسيلة للاضرار بهم صحيا، ولاسيما إذا ظهرت في الاسواق لحوم ودواجن "مجمدة" بأسعار رخيصة ولكن تحمل في أنسجتها سموما قاتلة قد تؤدي إلي الأضرار بصحة المستهلكين "الغلابة" علي المستوي البعيد. فالصينيون -علي سبيل المثال- يدافعون عن بضعتهم التي يصدرونها إلي مصر والتي غالبا ما تكون فرزا ثانيا أو رديئة أو سريعة التلف.. ويؤكدون أنهم يعرضون علي المستوردين المصريين أنواعا عديدة من البضائع وبدرجات مختلفة.. منها عالية الجودة غالية الثمن ومنها المضروبة والمقلدة والرخيصة، فيختارون بعض المستوردين الأخيرة لتحقيق أعلي المكاسب. وبالتالي لابد أن تنتبه الحكومة جيدا حتي لا تطبق الطريقة الصينية في استيراد اللحوم والدواجن، ونجد منتجات مستوردة غير صالحة للاستهلاك الآدمي أو علي وشك انتهاء صلاحيتها أو تصلح فقط لاطعام القطط والكلاب أو تستخدم كأعلاف للدواجن أو نستورد دواجن غير مذبوحة علي الطريقة الإسلامية أو صعقت ولم تذبح حلالا، وبالتالي يوفر المستهلكون نقودا قليلة في شراء اللحوم والدواجن المستوردة وينفقون الكثير علي صحتهم. وعلي جانب آخر لا نريد الإضرار بصناعة الدواجن المحلية ونقوم بتشغيل مزارع الدواجن في الخارج ونحصل علي منتجاتها حتي ولو كانت رخيصة ونترك مزارعنا مغلقة ويعاني أصحابها من توابع مرض انفلونزا الطيور، مع العلم بأن اسعار الدواجن في البلاد "النظيفة" الخالية من الانفلونزا قد ارتفعت ايضا وبالتالي قد لا نأكل سوي الدجاج المستورد الرخيص والذي قد يكون انتج في بلاد موبوءة ولكن شهادة المنشأ قد تكون من بلد خالٍ من الانفلونزا. لابد أولا ان تختفي حالة توفيق عبد الحي وكذلك الطريقة الصينية في استيراد الدواجن وثانيا -وهذا الأهم- لابد ان يستوعب القائمون علي صناعة الدواجن الدرس ويوفقون اوضاعهم في الشهور الستة القادمة وتطرحون الدواجن بأسعارها الحقيقية حتي لا يأكلهم حيتان الاستيراد.