انتهت بالفشل المحقق حرب الرئيس بوش ضد الإرهاب.. وانفض "مولدها"! في تقرير لها قالت صحيفة "USA Today" إن وكالة المخابرات المركزية أوقفت مهمة الوحدة الخاصة المكلفة بمتابعة أسامة بن لادن وكبار معاونيه في أرض التيه الأفغاني.. وردت الوكالة بالنفي، وأكدت أن جهودها لقنص زعيم القاعدة مازالت لها قوتها! بينما قالت النيويورك تايمز إن 24 من المحللين بوحدة بن لادن تم تكليفهم بمهام أخري! ويكشف المسئولون في ال "CIA" أن هذه التحولات الدرامية في أعمال مكافحة الإرهاب جاءت تلبية للاهتمام المتنامي بنشاط الجماعات المتعاطفة مع القاعدة في ارجاء العالم.. تلك التي تؤدي عملياتها باستقلال.. لكنهم يتحفظون: "القبض علي بن لادن وكبار أعوانه مازال أولوية أولي"! وفي كتاب صدر أخيراً بعنوان "حروب الشبح" Ghost wars يري المؤلف أن بعض كبار ضباط المخابرات المركزية لم يكونوا مرتاحين لنشاط وحدة بن لادن، لأن حماستها للقبض عليه أخذت صورة الإعجاب به "cult-like" وكأنه نابليون الصحاري والجبال! ويعترف أحد كبار ضباط الوكالة، الذي رأس وحدة بن لادن لفترة، أن تسريح الوحدة يشي بأنه انعكاس للرؤية السائدة بأن بن لادن لم يعد هو "التهديد الأعظم" الذي كان.. وهي رؤية شديدة الخطأ! إنما الساطع مثل شمس النهار أن موقف بوش من الحرب ضد الإرهاب يتهاوي ويتحات، حتي يكاد يعلن إفلاسه! يتفق مع هذا النظر فيليب جوردون، زميل مؤسسة بروكنجز لدراسات السياسة الخارجية، والمؤلف المشارك لكتاب "الحلفاء.. في حرب" عن أزمة العراق.. في مقال رائع له بعنوان "نهاية ثورة بوش"، نشرته "الفورين أفيرز" في عدد يوليو أغسطس.. استعرض معك المقال الضافي، إنما بقفزات ضفدع! إنك إذا تصفحت تقرير الرئيس بوش، مارس ،2006 عن: "استراتيجية الأمن القومي".. سوف يصدمك زحام الأدلة علي ان بوش قد تراجع تماما عما عرف باسم "عقيدة بوش" Bush Doctrine يقول التقرير الوثيقة: "أمريكا في حالة حرب.. سوف نحارب أعداءنا في الخارج، بدلا من ان نحاربهم داخل أراضينا.. سوف نساند الحركات الديموقراطية ومؤسساتها في كل بلد وثقافة.. بهدف اسمي: إنهاء الطغيان في العالم"! ولئن سألت أي مسئول في الإدارة الأمريكية، فإنه يرد عليك بإجابة سابقة التجهيز "إن الرئيس ملتزم بكل مبادئ سياسته الخارجية الثورية التي أعلنها فور ضربة سبتمبر: الحرب ضد الإرهاب.. الالتزام بالهجوم وليس بمجرد الدفاع.. وأن نكون جاهزين للتحرك بمفردنا.. قوة الولاياتالمتحدة هي أساس النظام العالمي.. نشر الديموقراطية والحرية هي طريقنا إلي عالم أكثر أمنا"! ويتابع فيليب جوردون دراسته: لكن عقيدة بوش ارتطمت بالواقع.. غاصت في مستنقع حرب بلا نصر.. وأصبحت السياسة الخارجية لأمريكا الآن، مختلفة تماما عما كانت عليه في فترة رئاسة بوش الأولي.. تعثرت.. تناقضت.. وفقدت الطريق! لم يعد العالم أكثر أمناً.. ولا التراب الأمريكي المهدد بضربات إرهاب وشيكة.. وأصبحت ثورة بوش الضالة معرضة لضربة ثورية مضادة تهدد بتبعات كارثية! الانسحاب.. مطلب شعب! الخطر الأعظم الذي ينتظر بوش وحزبه الحاكم، هو فقدان الأغلبية نهائيا في الكونجرس، في انتخابات التجديد النصفي، نهار الثلاثاء 7 نوفمبر المقبل.. وهو توقع يزداد كل يوم قوة وعتوا! ثمة نغمة سائدة داخل واشنطن والمدن الأمريكية كافة، يرددها الديموقراطيون والجمهوريون علي السواء، تعزف علي وتر واحد: إن الحزب الديموقراطي في طريقه إلي كسب انتخابات الكونجرس.. الخريف المقبل! تؤيد هذا التوقع روزا ديلاورو النائبة الديموقراطية بمجلس النواب.. ويعترف النائب الديموقراطي الشرس ستيني هوير أن نوابا كثيرين من الحزب الجمهوري الحاكم يراودونه علي أن يتولي رئاسة المجلس، بدلا من السيدة نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديموقراطية.. اشمعني؟ قالوا: لأنها تختلف مع النواب الجمهوريين في معظم القضايا.. هي شوكة في الحلق!