يشعر كبار حملة الأسهم في شركة أركيلور الفرنسية لصناعة الصلب بالأسف الشديد من تجاهل إدارة الشركة لهم خلال محاولتها لإحباط عرض الشراء الإجباري الذي تقدمت به شركة ميتول ستيل الهندية منذ عدة شهور.. ويطالب كبار حملة الأسهم بأن تكون لهم كلمة مسموعة في تقرير مستقبل شركة أركيلور التي تعد أكبر شركة أوروبية لصناعة الصلب. وقد ذكرت مجلة "الإيكونوميست" أن اَخر خطوة دفاعية من جانب أركيلور لتجنب الوقوع في قبضة ميتول ستيل قد فاجأت كبار المستثمرين في الشركة حيث أعلنت أركيلور يوم 26 مايو الماضي عن خطة للاندماج مع شركة الصلب الروسية سفرستال لإقامة أكبر شركة للصلب في العالم من حيث حجم المبيعات حيث سيصل إنتاج الشركتين معا إلي 70 مليون طن سنويا وقيمة مبيعاتهما إلي 46 مليار يورو "58.9 مليار دولار". وفي هذه الصفقة المقترحة ستقوم أركيلور بشراء 90% من سفرستال وهي الحصة التي يملكها رئيس مجلس الإدارة اليكس مورداشوف.. وبالمقابل سوف يتلقي مورداشوف ثمن حصته في صورة أسهم من أركيلور ويحق له أن يرتفع بحجم حصته في أركيلور الجديدة بعد الاندماج إلي 32% عن طريق الشراء نقدا. والحقيقة أن هذه الصفقة موضع انتقاد شديد من حملة الأسهم ومحللي الاستثمار علي حد سواء.. وتقول جوتا روزنباوم محللة الاستثمار في كومرز بانك إن اندماج أركيلور مع سفرستال عملية أقل شأنا وفائدة من اندماجها في ميتول ستيل.. فهناك تشابه بين أصول أركيلور وأصول سفرستال، في حين تتميز ميتول ستيل بامتلاكها شبكة توزيع كثيفة إلي جانب حضور جغرافي أوسع ونصيب أعلي من سوق الصلب العالمي، أضف إلي ذلك أن سفرستال غير مسجلة في البورصة وأن أصولها مقومة بأكبر من قيمتها الحقيقية. وعلي الرغم من أن صلة مورداشوف بالرئيس بوتين تجعله من الرجال المتنفذين في روسيا فإننا لا ينبغي أن ننسي أن بوتين سيترك الحكم في عام 2008. وفي مذكرة إلي جوزيف كنتشي رئيس مجلس إدارة أركيلور ناقش حملة الأسهم الجدوي الصناعية لهذا الاندماج المقترح مع سفرستال وطالبوا بأن يوضح لهم كنتشي أفضلية الاندماج مع الشركة الروسية علي الاندماج مع ميتول ستيل حيث يرون أنها أفضلية مشكوك فيها. وأكثر ما يثير حنق حملة الأسهم في أركيلور أنه إذا تمت الصفقة كما يخطط لها كنتشي والرئيس التنفيذي جاي دوللي فلن يكون للمستثمرين حق الاعتراض عليها إلا إذا استطاعوا تجميع 50% من الأصوات لمساندتهم، ويعلم الرجلان جيدا أنه لا يحضر اجتماعات الجمعية العمومية لشركة أركيلور عادة سوي ثلث حملة الأسهم فقط. ويترافع قادة أركيلور عن أنفسهم قائلين إنهم يؤدون واجبهم الوظيفي وأنهم ليسوا مطالبين قانونا باستطلاع رأي حملة الأسهم في صفقة سفرستال ومع ذلك فإنهم يحاولون استقطاب كل من يمكنهم استقطابه لتأييد مشروعهم.. وهم في هذا الصدد يدعون أن إدارة سفرستال أقوي من إدارة ميتول ستيل وأكفأ وأنها شركة أكثر ربحية وتستثمر أكثر في صناعة الصلب.. وأن هناك مشروعات مشتركة بين أركيلور وسفرستال في روسيا تجعل كلا من الشركتين تعرف الأخري جيدا وعن قرب وفوق ذلك فإن أركيلور تريد أن تكون اَكلا وليس مأكولا أو فريسة لشركة أخري.. وبشرائها سفرستال ستصبح أركيلور أكبر وأغني وفي وضع أفضل يمكنها من التفكير في ابتلاع شركات الصلب الأصغر حجما في الصين أو غيرها من الأسواق. ورغم هذا تقول "الإيكونوميست" إن حملة أسهم أركيلور غير مقتنعين وأنهم نظموا حملة من خلال جولدمان ساكس للتصويت بشكل تقليدي علي صفقة شراء سفرستال، وقد حصل جولدمان ساكس علي موافقة ثلث حملة الأسهم علي عقد جمعية عمومية طارئة لحملة الأسهم لتقرير كيفية التصويت علي الصفقة. ويخشي حملة الأسهم من أشياء كثيرة مثل احتمال استيلاء مورداشوف علي أركيلور الجديدة كلها وهو أمر متاح له بحكم حصته الكبيرة فيها أو احتمال تاَمر سفرستال مع ميتول ستيل لابتزاز قادة أركيلور الراغبين في تفادي الوقوع في قبضة ميتول ستيل بأي ثمن.. وعلي أية حال فقد أعلن لاكشمي ميتول إصراره علي شراء أركيلور وقام بالفعل منذ نحو أسبوعين بزيادة قيمة الثمن المعروض من 18.6 مليار يورو ليصبح 25.8 مليار يورو ولكنه أكد أنه لن يزايد في الثمن مرة أخري.