لا توجد صناعة أمريكية تعاني الكساد والفشل مثل صناعة السيارات التي كانت تزهو بها الولاياتالمتحدة. فقد أعلنت الشركات الثلاث الكبري في مدينة ديترويت ان مبيعاتها في السوق الأمريكية انخفضت من 73 في المائة إلي 53 في المائة فقط. وهذه الشركات هي جنرال موتورز وفورد وكرايسلر. وأعلنت شركات قطع غيار السيارات أنها خسرت عشرين في المائة من عمالها بالاستغناء عنهم وعددهم 170 ألفاً. وقالت شركة جنرال موتورز إنها ستغلق أو ستدمج 12 مصنعا للسيارات ولقطع الغيار في أمريكا وكندا خلال السنوات القادمة وبذلك تحقق 30 ألف فرصة عمل. أما شركة ويلفي لقطع الغيار فإنها ستغلق عددا كبيرا من مصانعها وعددها 44 مصنعا و11 مركزا فنيا. وفي الوقت نفسه قالت شركة "ونسون" اليابانية لقطع الغيار إنها ستوسع مصانعها في ولاية تينيسي بمبلغ 185 مليون دولار! وقد هبطت اسعار اسهم أكبر شركات السيارات الأمريكية، وفي العالم، وهي شركة جنرال موتورز إلي أدني مستوي لها خلال 18 عاما. وكان الانخفاض بنسبة خمسة في المائة. سعر السهم انخفض إلي أقل من 20 دولارا. وشركة جنرال موتورز ظلت خلال السبعين عاما الماضية أكبر شركة عالمية لصناعة السيارات العالمية. وقد باع كيرك كيركوريان أكبر مساهم في الشركة 12 مليون سهم في يوم واحد وبذلك انخفضت حصته في اسهم الشركة من عشرة في المائة إلي أقل من ثمانية في المائة. وانخفضت حصة مبيعات الشركات في السوق الأمريكية إلي 26 في المائة بعد أن كانت 28 في المائة تقريباً. ولم تبع الشركة سوي خمسة ملايين سيارة في السنة. يحدث هذا بينما أعلنت شركة تويوتا اليابانية المنافسة لجنرال موتورز انها ستزيد إنتاجها من السيارات في العام القادم بنسبة عشرة في المائة مما يدل علي سيطرتها علي السوق الأمريكية والعالمية أيضا. وقد اضطر ثلاثة من المسئولين السياسيين في الولاياتالمتحدة أن يطرقوا باب مدير شركة ويلفي وهي من أكبر مصانع ديترويت يطلبون إليه إعادة النظر في طلب إعلان الإفلاس وتصفية عدد من المصانع رفقا بالغاضبين من العمال. والثلاثة هم: حاكم ولاية ميتشجان وتتبعها ديترويت وعضو الكونجرس عن ديترويت والسيدة هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك وقرينة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.