يبدو أن الولاياتالمتحدة لا تدرك نتائج سياساتها التي تطبقها بعد أحداث سبتمبر عام 2001 والتي تتعامل بها مع السياح القادمين اليها من كل انحاء العالم! لقد صاروا يتعاملون مع كل من يطلب تأشيرة لدخول أمريكا للسياحة أو للتعلم أو حتي لزيارة أقارب له علي أنه ارهاب إلي أن يثبت العكس..! ولنكون في الصورة الحقيقية التي تحتلها "صناعة" السياحة في أي بلد من بلدان هذا العصر، سواء كان البلد كبيرا في النظام الاقتصادي العالمي كالولاياتالمتحدة أو كان البلد مثل مصر علينا ان نلقي نظرة علي الأرقام والإحصاءات التي لها علاقة بالأنشطة السياحية وتأثيرها علي الموارد المالية وسوق العمل، ففي امريكا إذا أنشئت ثمانية مناصب عمل لكان هناك منصب جديد له علاقة بمرفق من المرافق السياحية كالفنادق والمطاعم والنقل ووكالات السياحة ومحال اللهو والسهر في العلب الليلية الي غير ذلك، أما عائدات الأنشطة السياحية فيقدرونها بألف مليار دولار كل سنة ونتذكر ان مصر حينما حصلت علي ما يقترب بقليل من المليار دولار عندما تمت خصخصة شركات الهاتف المحمول في منتصف عام 1999 وبعدما اصبح ذلك المبلغ متوافرا كسيولة نقدية، سرعان ما انطلقت منذ ذلك التاريخ مرحلة اقتصادية جديدة ولكن ازدهار النشاط السياحي في أي بلد كان شأنه كبيرا أو صغيرا يتوقف دائما علي طبيعة السياسة الداخلية او الخارجية للبلد نظرا لمكانة السياحة في العلاقات الإنسانية. وتقول الإحصائيات ان النشاط السياحي في أمريكا قد تراجع في السنوات الأخيرة بنسبة 35% نظرا لعدة اسباب، اهمها السياسة التي اصبحت الولاياتالمتحدة تعامل بها ضيوفها اي السواح الذين يأتون الي امريكا من جميع انحاء العالم. فبعد العدوان الارهابي الذي تعرضت له نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001، اتخذت السلطات الأمريكية عدة اجراءات أمنية اعتبرت ان من يرغب في المجيء الي الولاياتالمتحدة يمكن أن تكون لزيارته علاقة بمشروع عمل إرهابي ولهذا شددت من الاحتياطات والمضايقات التي يتعرض مواطنو العالم لها قبل الذهاب الي امريكا وعند الوصول الي الاراضي الامريكية واثناء الاقامة بالولاياتالمتحدة، ومن هنا اترك للقارئ القيام بعملية حسابية لمعرفة ما يخسره الامريكيون من جراء السياسة الارهابية التي يلجأ اليها جورج بوش بدعوي محاربة الارهاب والادارة الامريكية لن تقنع أحدا بان 35% من السواح الذين يزورون الولاياتالمتحدة كلهم يحملون معهم مشروعا للقيام بأعمال ارهابية في امريكا. وهكذا، فان من تأثر من جراء هذه السياسة هم الأمريكان أنفسهم وقد اشتكي أصحاب المعاهد والجامعات في امريكا من تأثرهم البالغ وطالبوا الحكومة بان تعمل سريعا علي تسهيل عودة الطلاب الاجانب بدلا من توجههم الي دول اوروبية انتهزت هذه الفرصة واجتذبت اعدادا كبيرة منهم وخصوصا طلاب دول الشرق الاوسط.. وايضا الذين كانوا يقصدون امريكا طلبا للعلاج، فقد تحولوا الآن الي مراكز طبية أخري! وها هي نتائج سياسة الرئيس بوش وفريق المستشارين من الصقور.