أكد الدكتور مصطفى علوى، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن وجود إسرائيل فى المنطقة يحقق لها مصالح إستراتيجية فى المقام الأول، مشيرا إلى أن اللوبى الصهيونى فى الولاياتالمتحدة لا يمثل عبئا على السياسة الخارجية بالنسبة للإدارة الأمريكية. وأضاف علوى فى تعليقه على ما تناولته رسالة ماجستير بعنوان أحداث 11 سبتمبر وتطور الإدراك الأمريكى تجاه العرب، والتى أعدتها الباحثة ليليان إميل كامل اسطافانوس، أن الولاياتالمتحدة تتخذ قراراتها السياسية بانفراد، ولا تشارك فيه أحدا، لكن فى بعض الأزمات الحادة كأزمة تحرير الكويت كانت تلهث للحصول على التأييد الدولى، ودخلت الحرب بتأييد من السعودية وتفاوضت مع الدول العربية، بزعم تحرير الكويت من غزو صدام حسين لها. وقال علوى إن أمريكا لا تريد من إسرائيل الدخول معها كحليف فى المنطقة، لأنها تعلم جيدا أن ذلك سيتسبب لها فى أزمة إقيلمية، مشيرا إلى أن إسرائيل تمثل عبئا كبيرا على أمريكا فى الحروب والأزمات فى المنطفة، وقد اعترف ديفيد بيتريوس، قائد المنطقة المركزية الأمريكية، إن إسرائيل أصبحت تمثل عبئا استراتيجيا على أمريكا وجنودها فى أفغانستان والعراق. وكشف علوى عن تشكيل منظمة صهيونية أمريكية جديدة داخل أمريكا اسمها "جى ستريت" استطاعت أن تجذب لعضويتها 100 ألف يهودى داخل أمريكا، موضحا أن فكرها ومنهجها يختلف عن اللوبى الصهيونى داخل أمريكا "إيباك" فى رؤى كثيرة على رأسها تناول التفاوض مع إسرائيل. واعتبر علوى أن التطور التكنولوجى الذى شهده التسلح الأمريكى قلل من حجم الخسائر البشرية فى الحروب التى دخلتها فى العراق وأفغانستان، قياسا بخسائر حربها فى فيتنام، مؤكدا على أن الرأى العام فى أمريكا لا يهتم كثيرا بالخسائر فى هاتين البلدين على الرغم من وجودها بالفعل لكنها لا تذكر قياسا بحرب فيتنام. ومن جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن العرب لا يستطيعون تحديد اتجاهاتهم أو وجهة نظرهم تجاه سياسة الولاياتالمتحدة، مضيفة أن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين أخطأ فى إدراكه، عندما قرر غزو الكويت، مثلما أخطأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما قرر خوض حرب 67، وهذا يدل على أن إدراك صانعى القرار من أهم العوامل المؤثرة فى صنع السياسة الخارجية، لكن على العكس دور الرأى العام فى التأثر على قرارات الأنظمة السياسية محدود جدا لا يكاد أن يحرك، والدليل ما نراه من مظاهرات فى أمريكا تندد وتعارض الحروب فى العراق وأفغانستان، ولا تؤثر على قرارات الرؤساء. وأكدت الشيخ أن الولاياتالمتحدة عندما تنوى الدخول فى حرب تقوم بالتنسيق مع أطراف أخرى، لكن هذا التنسيق يكون شكليا فقط، كما حدث فى غزو العراق عام 91 واجتمعت مع عدد من الأنظمة العربية والأمم المتحدة وعارضوها، ولكنها دخلت فى غمار الحرب وعن أحداث 11 سبتمبر، قالت الشيخ: "يوجد تفكير شرير يقول إن أحداث 11 سبتمبر كانت لعبة أمريكة مفتعلة، وأنا من أصحاب هذا التفكير الشرير". وقالت:الديمقراطية التى تتغنى بها أمريكا لنشرها فى الأنظمة العربية والإسلامية لا تعرفها ولا تطبقها عندها وكلها مجرد شعارات جوفاء، ونحن للأسف تتبعناه وانخدعنا به، وعلى رأس المخودعين بتلك النغمة بعض الكتاب والمفكرين الذين رددوها وما يزالون يرددونها كتاباتهم. ومن ناحيته أكد الدكتور قدرى حفنى، أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس، أن أحداث 11 سبتمبر أثارت، وما زالت تثير جدلا واسعا فى الأوساط السياسية العالمية، وتثير إشكاليات كبيرة إلى وقتنا هذا فى منظور السياسة العالمية، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع إسرائيل كولاية تابعة لها ولا تتعامل معها كوكيل معتمد لها فى الأزمات والحروب التى تخوضها، مشيرا إلى أن أمريكا لا تحتاج إلى وساطة إسرائيل عندما اتخذت قرار غزو العراق وأفغانستان، مؤكدا أن اللوبى اليهودى فى أمريكا لا دخل له فى صناعة القرارات السياسية، لأنه قرار سيادى لا تلجأ فيه إلى أحد. وقد تناولت رسالة أحداث 11 سبتمبر وتطور الإدراك الأمريكى تجاه العرب التداعيات التى أفرزتها أحداث 11 سبتمبر، إثر التغيير فى الإدراك على التطور السلوكى الأمريكى فى التعامل مع قضايا الديمقرا طية والإرهاب فى الشرق الأوسط، وقضية الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، والرؤى المختلفة لتعريف الإرهاب ورؤية كل من الرئيس مبارك وبوش الابن من حيث التعامل مع الإرهاب.