100 مليون جنيه كانت قد رصدتها وزارة السياحة لتمويل نشر الوعي السياحي علي مستوي الجمهورية أو الترويج للمقصد السياحي المصري في الداخل والتي تمتد لمدة خمس سنوات قادمة. الحملة التي أطلقتها الوزارة مؤخرا تحت شعار "السياحة خير لينا كلنا" والتي تركز علي توعية المواطنين بأهمية السياحة وعائدها المباشر عليهم باعتبارها الصناعة التي توفر 12% من فرص العمل ويرتبط برواجها 72 صناعة أخري. خبراء أكدوا أهمية تلك الحملة في هذا التوقيت سواء بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدتها دهب.. أو انعقاد منتدي دافوس الاقتصادي في شرم الشيخ الذي يمكن ان يكون أول خطوة بعد نجاحه في هذه الحملة. ولكن السؤال الآن: أين ستذهب تلك الملايين وما آليات انفاق ال 100 مليون جنيه كي نبث الوعي بأهمية السياحة من جديد بين عامة الناس وبين المشتغلين بالمهنة بل وبين المسئولين عنها ايضا. ويري الخبراء أنه لا يجب أن نصدق أنفسنها بأن "كله تمام" طالما أن الزيادة -ولو قليلة- في عدد السائحين مستمرة، لان ما تستحقه مصر باثارها ومنتجعاتها السياحية كثير ولا تتناسب هذه الأعداد مع امكانياتنا وطموحاتنا. ويتمني الخبراء أن تزيل هذه الحملة المفاهيم الخاطئة في السلوكيات وأن تنتهي مقولة الأجانب أن بلدكم رائعة ولكن اسمحوا لنا ألا نعود اليها مرة ثانية بسبب ما لاقيناه من معاناة ومعاملة سيئة. من جانبه أكد زهير جرانة وزير السياحة أن نجاح هذه الحملة سيعود بالخير علي جميع المصريين بلا استثناء، مشيرا الي أن الحملة تهدف الي ايجاد مناخ حاضن للسياحة وتعزيز روح الضيافة المصرية الأصيلة. ويضيف وزير السياحة أن الحملة ستستمر 5 سنوات بتكلفة 100 مليون جنيه وبتمويل من وزارة التعاون الدولي وتعتمد علي 3 محاور رئيسية هي الدعاية والإعلان والبحوث والدراسات التسويقية ثم تدريب العاملين في قطاع السياحة خاصة الصفوف الأمامية. ويشير جرانة الي أن الحملة تنظم تحت شعار "السياحة خير لينا كلنا" وهي بالفعل خير للجميع وتشمل من بين مراحلها اطلاق برنامج "سفير مصر للسياحة" وهو لقب شرفي يمنح لكل من يسلك مسلكا مشرفا في التعامل مع السياح مؤكدا ان المنافسة بين المقاصد السياحية في العالم تزداد شراسة وان ما سيميز ويرجح اختيار مقصد سياحي عن الآخر في الوقت الحالي وفي المستقبل هو قدرة المقصد علي توفير الجودة والخدمات المتميزة للسائحين وكل هذا لا يمكن تحقيقه بدون وعي سياحي. ووجه جرانة الدعوة للشعب المصري بالرجوع الي اصولنا القديمة والعريقة وكذلك العودة الي روح الود والكرم بل والشهامة المصرية حتي تزداد صورتنا ايجابية ولتعظيم قدرتنا علي التنافس في سوق السياحة العالمي. وهو ما سيكون له مردود كبير علي انتعاش الحياة الاقتصادية في بلدنا وإيجاد فرص عمل جديدة لشبابنا. البطولة الافريقية العديد من العاملين في بيزنس السياحة أدلوا بدلوهم في الحملة فأشار أحمد الخادم رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي الي ضرورة استرجاع الروح الوطنية التي ساهمت مؤخرا في الفوز بالبطولة الافريقية الأخيرة، لأن هذه الروح ستضمن النجاح الساحق لهذه الحملة القومية. ويوضح الخادم أن الحملة ستشمل عدة مراحل أهمها التوعية بأهمية السياحة لمصر والمصريين وكذلك التوعية بالمعاملات الايجابية مع السائح بالاضافة الي دعم وتعزيز السلوكيات والمعاملات الايجابية من خلال القدوة الحسنة. ويشير الخادم الي أنه سيتم خلال هذه الحملة اطلاق برنامج "سفير مصري للسياحة" وهو لقب شرفي يتم منحه لهؤلاء الذين يسلكون مسلكا مشرفا في التعامل مع السياح بالاضافة الي برنامج توعية بالمدارس كمحاولة لغرس العادات الحميدة في اطفال مصر في سن مبكرة وحثهم علي التعايش مع الثقافات المختلفة. بالاضافة الي إعداد أغنية مصورة يؤديها افراد من الشعب كي تعبر عن المفهوم الحقيقي للحملة والتي تنبعث من الشعب وتخاطب الشعب. مردود كبير ويري الدكتور جمال الناظر رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ووزير السياحة الاسبق أن العائد "أو المبلغ المخصص" لهذه الحملة من الممكن ان يحقق أكثر مما نتوقع ومن الممكن الا يحقق شيئا. خصوصا اذا اتبعت الحملة اساليب غير مقنعة للمواطن العادي. مشيرا الي الغرض من هذه الحملة هو انضباط السلوك لدي المواطن المصري. ويوضح الناظر أنه اذا استطعنا اقناع السائح بتكرار زيارة مصر تكون الحملة قد حققت جزءا كبيرا من أهدافهما خصوصا أن معظم السائحين الأجانب يرفضون تكرار الزيارة لمصر بسبب التجربة السيئة التي عاشها في مصر والتي تعرض فيها لجميع محاولات الابتزاز والمعاملة السيئة بعكس بعض الدول الكبري التي سبقتنا بكثير في السياحة مثل أسبانيا وفرنسا.
