نجح التطور الكبير والطفرات القياسية التي شهدتها سوق الاوراق المالية في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، في اقناع شرائح كبيرة من المواطنين العاديين الي سحب مدخراتهم من البنوك والبريد والتحول بها نحو الاستثمار في البورصة، ساعد في ذلك النجاح الكبير الذي حققته الاكتتابات التي طرحتها الحكومة منذ منتصف العام الماضي والتي ادت الي دخول ما يزيد عن نحو مليون مستثمر جديد من افراد الشعب المصري الي الاستثمار في بورصة الاوراق المالية، ليصبحوا حاليا الفئة الغالبة في التعاملات اليومية حيث تصل نسب تداولهم اليومية الي اكثر من 85 في المائة، ووسط هذه السيطرة الكاملة للمستثمرين الافراد او صغار المستثمرين الذين يضمون بينهم بلا شك مستثمرين مححترفين واكثر احترافا ومن هم ذوي خبرة وان كانت بنسب متفاوتة بمجال التعامل في اسواق المال، الا ان الغالبية العظمي بين هؤلاء ترتكز تعاملاتهم وقراراتهم اليومية علي عدم الخبرة والعشوائية او ما يسمي ب " سياسية القطيع" وهو ما دعا الي ضرورة وقفة حقيقية امام ما يحدث في البورصة المصرية حاليا، وقفة تهدف الي توعية هؤلاء المستثمرين وتعريفهم ليس بالوسائل الاحترافية للتعامل في اسواق المال ولكن علي الاقل باساسيات التعامل والمعلومات الاساسية، فكثيرا من المستثمرين في السوق لا يعرفون حتي طبيعة تكوين منظومة سوق المال ولا الكثير من المفردات المتداولة في البورصة، ومع صعود السوق ظن كل واحد منهم خبيرا في الاستثمار ولكن مع تراجع السوق باتت الصورة اكثر اختلافا. * محسن محمود ويأتي مؤتمر " تريند 2006" اذي ينطلق اليوم ويستمر لمدة اربعة ايام بمكرز القاهرة الدولي للمؤتمرات كخطوة في سبيل خلق وعي ومعرفة لدي المستثمرين في البورصة المصرية بطبيعة اسواق المال والتعرف علي الاليات المختلفة للتعامل فيها من خلال كل الاطراف المكونة لهذه المنظومة والعاملين فيها والقائمين عليها، وفي هذه الحوار مع السيد/ محمد كريم شلبي مدير التسويق والمبيعات بالشركة المنظمة للمعروض والمؤتمر ( Vision Fairs) سنتعرف علي كل ما يحتويه هذا المؤتمر من اهداف وما سيقدمه من افادة للمستثمرين في بورصة الاوراق المالية.. * في البداية كيف جاءت فكرة هذا الملتقي الضخم..؟ - المتتبع للبورصة المصرية خلال السنوات الماضية.. سيجد ان هناك شرائح غفيرة من المواطنين العاديين دخلوا السوق وهو امر صحي للغاية ان تنجح البورصة في جذب صغار المستثمرين خاصة بعد الاكتتابات ولكن كان العيب الخطير في هذا الامر هو ارتفاع درجة اللاوعي الاستثماري لدي الغالبية العظمي منهم وهو ما كان يحتاج الي وقفة فورية لتعليم هؤلاء اساسيات التعامل في السوق حتي نخلق "بورصه أكثر إستقرارا" ومن هنا جاءت فكرة عقد هذا الملتفي. * إذن انتم لاحظتم او توقعتم مشكلات واثار سلبية علي السوق نتيجة استمرار صغار المستثمرين بدون وعي كاف في اتخاذ قراراتهم ..؟ - بالتأكيد فملاحظ علي الكثير من صغار المستثمرين ضعف خبرتهم بالبورصة وبمفاهيمها الاساسية حيث ان الكثيرين دخلوا البورصة خلال فترة الاكتتابات، ولكن الكثير منهم لا يعرف اصلا معني الاكتتابات ومع استمرارهم في السوق بعد ههذ الاكتتابات كثرت المصطلحات والمفاهيم في السوق عليهم مثل التصحيح وجني الارباح وغيرها وهم ايضا لا يعرفون معناها، وطالما كانت السوق في ارتفاع خلال الفترة السابقة، فلك يكن هناك اهتمام من هؤلاء بمعرفة هذه الاشياء وكانت اغلب قراراتهم تتخذ بشكل عشوائي وطالما ظل السوق في ارتفاع فالكل صائب في قراراته وهو ما كان يهدد بمشكلة حقيقية في السوق قد تظهر بعد ذلك.. * وهل حدث بالفعل ضرر علي السوق الان في ظل ما تشهده حاليا من تقلبات وعدم استقرار..؟ - اكبر الخاسرين في السوق هم هؤلاء الافراد او صغار المستثمرين الذين خسروا ارباحهم التي حققوها خلال فترات الطفرات السعرية وربما امتد الامر الي خسارة اجزاء من رؤوس اموالهم، وما كان يحدث في السوق كان ينذر بشئ ما قد يحدث وكبار المستثمرين كان اكثر وعيا وخرج الكثير منهم من السوق وكان الخاسر الاكبر هؤلاء من هم قليلي الخبرة والوعي الذين لم يفكروا في اتباع الاساليب الحقيقية والصحيحة للاستثمار ودون ان يفكروا ايضا في ان البورصة تحمل ايضا جزءا كبيرا من المخاطرة.. * الا تعتقدون من خلال حديثكم ان انعقاد هذا الملتقي جاء متأخرا بعض الوقت..؟ - فكرة عقد هذا الملتقي بدأت منذ نهاية العام الماضي وبالتحديد مع التدفق الرهيب علي اكتتاب المصرية للاتصالات، وقد بدأنا فورا العمل للاعداد لهذا الحدث، وسعينا ان نرخج به في افضل صورة وهو ما كان يتطلب وقتا وجدها كبيرا حتي نتمكن من جمع كل اطراف السوق معا في مكان واحد وجها لوجه كي يتعلم المستثمر الصغيرة ويستفيد وتكون افادته حقيقة وفاعلة.