[email protected] تحدثنا أمس عن غياب ثقافة أمن المعلومات لدي الكثير من مؤسسات الأعمال سواء الحكومية أو الخاصة وأن غالبية المؤسسات التي تعتمد خطط ميكنة نظم العمل بها اعتمادا علي تكنولوجيا المعلومات ما زالت تنظر إلي حلول تأمين البيانات علي أساس أنها مجرد نوع من النفقات التي يمكن توفيرها وليس استثمارا ضروريا لحماية بنيتها التكنولوجية. ولو نظر كل منا كمستخدم شخصي إلي الوقت الذي يضطر أن يقضيه يوميا أمام شاشة الانترنت للتخلص من رسائل البريد الالكتروني غير المرغوب فيها وهو ما يمثل إهدارا كبيرا للوقت فإن هذه الخسائر تتضاعف بالنسبة لمؤسسات الأعمال التي نجحت في ميكنة نظم العمل بها وأغفلت جانب تأمين شبكة المعلومات الخاصة بها. ونتصور أن هذه النظرة المحدودة لأهمية حلول أمن المعلومات تنبع من عدم قدرة هذه المؤسسات علي استيعاب الدور الحيوي لهذه الحلول في مجال تعزيز إنتاجية جميع العاملين لاسيما بعد الانتهاء من خطط الميكنة وبناء شبكات المعلومات الداخلية إذ وفقا للدراسات الحديثة فإن نسبة تتراوح بين 75% و85% من رسائل البريد الالكتروني بشكل عام هي عبارة عن رسائل إزعاج "إعلانات ترويجية" وبالطبع فإن هذه النسبة الرهيبة تخفض كثيرا من إنتاجية الموظفين الذين يقضون أوقاتا طويلة في التخلص منها للتركيز علي رسائل العمل الحقيقية بالإضافة إلي التهديدات الأخري المرتبطة بعمليات النصب والتحايل التي تلعب فيها رسائل "سبام" دورا رئيسيا. وهنا فان الحاجة إلي وجود حلول تقنية فعالة للتخلص من هذه الرسائل المزعجة علي مستوي خادم البريد الالكتروني تصبح أمرا ضروريا للتحكم والرقابة المركزية بما يضمن التخلص منها من المنبع والتعرف علي محتوي الرسائل والقدرات الفائقة علي اكتشاف وتحديد هذه النوعية من الرسائل غير المرغوب فيها وبالتالي رفع قدرات الأجهزة وتفرغ الموظفين لأداء الأعمال المطلوبة الأمر الذي ينعكس مباشرة علي زيادة مستويات الإنتاجية للعاملين. كذلك فإن التهديدات الأمنية للنظم عبر الفيروسات والديدان والبريد مجهول المصدر تسبب خسائر فادحة للمؤسسات ويكفي أن نشير إلي أن مثل هذه الهجمات في عام 2003 فقط تسببت في خسائر تجاوزت 12 مليار دولار علي مستوي العالم بالإضافة إلي استنزاف الوقت ومجهود الفرق الفنية في مكافحة ومقاومة هذه التهديدات والتخلص من آثارها المدمرة ومن ثمة فإن استخدام حلول أمن المعلومات باتت مسألة حيوية واستثمارا مضمونا للمؤسسات التي ترغب في تعظيم أرباحها ورفع مستويات الإنتاجية والأمان وتأمين ثروتها التكنولوجية ضد محاولات الهاكرز وعمليات الاختراق والجرائم الالكترونية التي تتزايد بمعدلات كبيرة في الآونة الأخيرة مع زيادة قاعدة مستخدمي الأدوات التكنولوجيا ونمو حجم الأعمال الالكترونية. نعتقد أنه حان الوقت لقيام الجهات المعنية بتأمين التعاملات الالكترونية والانترنت لطرح مبادرات متخصصة في مجال توفير حلول أمن المعلومات تتوافق مع احتياجات جميع مؤسسات الأعمال وبأسعار تتناسب مع إمكانياتها لاسيما عندما نتحدث عن مبادرات مثل حاسب لكل تاجر أو مؤسسة. للحديث بقية ...