طالب الدكتور هاني النقيب رئيس جهاز تخطيط الطاقة التابع لوزارة التخطيط والذي أنشئ بالقرار الجمهوري رقم 112 لعام 1983 بضرورة التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في المخابز البلدية والسكك الحديدية ووسائل النقل المختلفة، والتوسع في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتاحة بكثافة عالية في مختلف أنحاء مصر. وأكد د. هاني النقيب ل "الأسبوعي" علي أن مشكلة هدر الطاقة تعتبر من أهم المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع، وأوضح أن ترشيد الطاقة ليس مسئولية الحكومة وحدها، بل المسئولية الأكبر تقع علي الفرد الذي يعد أهم عنصر في منظومة ترشيد الطاقة. * ما دور جهاز تخطيط الطاقة في دعم متخذ القرار في مجال الطاقة بأنواعها المختلفة؟ ** جهاز تخطيط الطاقة أنشئ عام 1983 بهدف تقديم المشورة والمساندة الفنية لمتخذي القرار وللمجلس الأعلي للطاقة ولأجهزة الدولة ومؤسساتها، وجمع وتحليل بيانات الطاقة علي المستوي القومي، وذلك إلي جانب تطوير الخبرة الفنية في مجالات الطاقة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مختلف قطاعات الاقتصاد القومي، وإجراء دراسات خاصة لخدمة أهداف المجلس الأعلي للطاقة. ويقوم الجهاز في سبيل تحقيق تلك الأهداف، بالتنسيق والتعاون مع جهات عديدة معنية بشئون الطاقة علي المستويين المحلي والدولي مثل: الجامعات ومراكز البحوث وهيئة التوحيد القياسي وهيئة كهرباء مصر، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من الجهات الدولية والإقليمية الأخري. الغاز والطاقة المتجددة * هل كان للجهاز دور في التخطيط لتصدير الغاز الطبيعي وحل المشكلات التي صاحبت هذا التصدير؟ ** الجهاز له دراسات قام بإعدادها في مجالات مختلفة.. وقد أثبتت نتائج هذه الدراسات جدوي تصدير الغاز الطبيعي من خلال خطوط الأنابيب.. وجدوي تحويل الغاز الطبيعي إلي الوقود السائل، وجدوي التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في الجوانب الاقتصادية والبيئية بالمقارنة بصور الوقود الأخري، وهو ما انعكس لدي متخذي القرار في مصر ونلمسه حالياً علي أرض الواقع، أيضاً الجهاز دعم متخذي القرار بدراسات أثبتت جدوي استخدام الغاز الطبيعي في المخابز البلدية بدلاً من السولار والمازوت، وهناك دراسات مهمة حول مدي إمكانية التوسع في استخدام الغاز الطبيعي محل السولار في قاطرات الجر للسكك الحديدية. * وماذا عن التخطيط للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. ولماذا لم توجد إنجازات ملموسة وجادة في هذين المجالين المهمين؟ ** من المعروف أن الطاقة الشمسية تعتبر أحد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بمصر، ومن الثابت علمياً أيضاً أن المتوسط السنوي لساعات سطوع الشمس يتراوح ما بين 9 و11 ساعة يومياً، وتبين الدراسات أن الطاقة الشمسية متاحة بكثافة عالية في مختلف مناطق مصر حيث يتراوح المتوسط السنوي للإشعاع الشمسي الكلي بين 1900-2600 كيلووات ساعة/م2/ عام بينما يتراوح المتوسط السنوي للإشعاع الشمسي المباشر ما بين 1970-3200 كيلووات ساعة/ م2/عام. ويحتاج استغلال هذه الطاقة لتوجه استراتيجي.. وإمكانيات مادية وفنية، ويحتاج أيضاً لعمل خطط تهدف للتوسع في إنشاء المحطات الشمسية الحرارية. * وماذا عن طاقة الرياح.. ولماذا لا توظف بشكل جيد في خدمة قطاع الطاقة في مصر؟ ** الدراسات أثبتت أن مصر تمتلك مصادر كبيرة في هذا المجال، وعلي سبيل المثال متوسط سرعة الرياح في منطقة خليج السويس تصل إلي 10مترات/ ثانية مما يجعلها من أفضل المواقع في العالم في مجال طاقة الرياح، أيضاً عندنا منطقة شرق العوينات تصل سرعة الرياح فيها إلي حوالي 7أمتار/ ثانية، وقد تم بالفعل إنشاء مزرعة الرياح التجريبية بالغردقة بقدرة 4.5 ميجاوات باستخدام معدات مصنعة محلياً بشكل جزئي بقدرة 400كيلووات وتم ربطها بالشبكة الكهربائية المحلية لمنطقة توزيع كهرباء القناة منذ سنوات طويلة، وتضم عدد 42 وحدة رياح تتراوح قدرتها بين 100 و300 كيلووات. كما أن لدينا محطة رياح كهربائية بقدرة 140ميجاوات بمنطقة الزعفرانة علي خليج السويس والتي تصل سرعة الرياح فيها إلي 5.9 متر ثانية، وهناك خطط للتوسع في هذا المجال في السنوات القادمة. هدر الطاقة * هناك دراسات عديدة تشير إلي وجود هدر كبير في استخدام الطاقة، فما دور جهاز تخطيط الطاقة في مواجهة هذه المشكلة ولماذا لم ينجح في أداء هذه المهمة علي النحو المطلوب؟ ** كما نعلم، فان المصادر التقليدية للطاقة مثل: البترول والغاز الطبيعي والفحم هي مصادر غير متجددة، وبمجرد أن تنفد سوف تنتهي إلي الأبد، لذلك يجب استخدامها أفضل استخدام وتعظيم الاستفادة منها بهدف إطالة عمر الاحتياطي من هذه الموارد للأجيال القادمة، وزيادة الفائض القابل للتصدير، واستخدام العائدات في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويجب أن تعلم أن ترشيد استهلاك الطاقة، ليس مسئولية الحكومة وحدها فالفرد هو أهم عنصر في منظومة ترشيد الطاقة، فالبعض علي سبيل المثال، يستخدم الكهرباء في التسخين بأشكاله المختلفة، وهذه جريمة بكل المقاييس، البعض يسرف كثيراً في الإضاءة ليلاً ونهاراً، ولا يعرف كيف يرشد الطاقة الكهربائية عند استخدام الأجهزة المنزلية. الترشيد * ماذا عن ترشيد الطاقة في المباني الحكومية والتجارية ولماذا لا توضع لها نظم إضاءة حديثة؟ ** تم تنفيذ بعض مشروعات ترشيد الطاقة في الإضاءة، شملت بعض المباني في القطاع الحكومي والتجاري والسياحي، وقد قام الجهاز بإجراء دراسات عديدة لتحليل أنماط استهلاك الطاقة في أكثر من سبعة قطاعات صناعية وذلك بهدف تحديد القطاعات كثيفة استهلاك الطاقة، واستنباط مؤشرات لترشيد وتحسين كفاءة الاستهلاك.