لا اعتقد أن الرئيس بوش والادارة الأمريكية سوف تغامر بضربة عسكرية جوية للمفاعلات النووية ومراكز الأبحاث في ايران.. لقد نشرت الصحف أخيراً أن أمريكا سوف تستخدم أسلحة نووية من الحجم الصغير في ضرب إيران وان عملاء المخابرات الأمريكية ينتشرون في طهران الآن لترتيب كل شيء مع المعارضة الايرانية في الداخل من أجل الاطاحة بالرئيس الايراني.. ولاشك انه سيكون من الصعب جداً علي أمريكا أن تحقق نصراً سريعا علي إيران ان القوات الامريكية تقف علي مرمي النيران الايرانية في العراق وافغانستان وتستطيع ايران ان توجه ضربة موجعة للقوات الأمريكية في قواعدها في الخليج.. ان استعراض ايران لقوتها البحرية في الخليج في الاسبوع الماضي كانت رسالة واضحة للسفن الامريكية وحاملات الطائرات التي تنتشر في الخليج انها ليست بعيدة عن النيران الايرانية.. ان القوات الامريكية تنتشر الآن في العراق.. وفي افغانستان وفي القواعد الامريكية في الخليج ولن تكون بعيدة عن القوات الأمريكية.. لقد تورطت أمريكا في العراق وقبلها في افغانستان فهل يمكن ان تتورط للمرة الثالثة في ايران ولاشك ان ايران ليست العراق وليست افغانستان وقد استطاعت في السنوات الماضية ان تعتمد علي نفسها فأنشأت صناعات حربية حديثة واستفادت كثيرا من الجمهوريات الاسلامية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي كما ان ايران تتحكم في جزء كبير من البترول العالمي وهي قادرة اذا أرادت ان تقلب موازين الأسعار العالمية للبترول.. يضاف لذلك ان القوات الايرانية تسيطر علي مضيق هرمز ومنه يعبر انتاج الدول العربية المنتجة للبترول.. لهذه الاسباب سيكون من الصعب علي الرئيس بوش ان يدخل مغامرة اخري خاسرة لأن الرأي العام الأمريكي لن يسكت علي لحم ابنائه الذين سيقعون تحت نيران القوات الايرانية.. يضاف لذلك كله ان ايران هي البلد الوحيد الذي يستطيع اشعال الموقف في العراق وهي قادرة ايضا علي ان ترد علي العدوان بعدوان آخر يتجه إلي اسرائيل لهذه الأسباب وغيرها ستبقي اللعبة السياسية بين إيران وأمريكا في نطاق التهديدات التي يصعب ان تتحول إلي مواجهة عسكرية.