علي مدي يومين صاحبت "الأسبوعي" عددا من الصحفيين الانجليز والفرنسيين المتخصصين في المجال الاقتصادي في جولة بعدد من المشروعات الاستثمارية، بالاضافة الي عدة لقاءات مع بعض المسئولين عن الاستثمار المباشر وغير المباشر في السوق المصري. الجولة التي نظمتها الهيئة العامة للاستثمار كشفت عن عنصرين في غاية الأهمية، الأول وهو تلك الدهشة التي كانت لديهم عن تلك التطورات الاقتصادية التي رأوها علي أرض الواقع، أما العنصر الثاني.. فهو الذي حاولت "الأسبوعي" رصده من خلالهم وهو انطباعهم عن مصر ومناخ الاستثمار فيها سواء ذلك الانطباع أو الصورة الذهنية التي كانت لديهم قبل الجولة أو من بعدها، ليجيبوا لنا مباشرة عن السؤال المهم: ماذا ينقصنا لجذب الاستثمارات؟ الفائدة الحقيقية من هذه الجولة كانت في ذلك "التصور".. أو تلك "الصورة" التي خرج بها هؤلاء الصحفيون المتخصصون من هذه الجولة التي شملت شركتي Xeed سكول سنتر والكاتل في القرية الذكية، وأحد مصانع الملابس الجاهزة بالقليوبية والذي يعمل في اطار المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز"، بالاضافة الي زيارة بورصتي القاهرة والإسكندرية حيث جري لقاء موسع مع د. ماجد شوقي رئيس البورصة وبالطبع تم عقد لقاء مع زياد بهاء الدين رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الذي قدم عرضا شاملا لأوضاع الاستثمار في مصر، كما تحدث عن التطورات التي شهدها مناخ الاستثمار في مصر شركتي بريتش بترليوم 6P للغاز الطبيعي وهي شركة بريطانية وكذلك شركة egyptian lna ولقاء روجر فوكس الرئيس التنفيذي للشركة. مصر القديمة وفيما يتعلق بالعوامل المباشرة لمناخ الاستثمار الأجنبي في مصر سواء من خلال ما لمسته في بريطانيا بحكم عملها من صور انطباعية عن ذلك المناخ، أو بعد تعرفها عن قرب علي الاستثمار في مصر، تؤكد سوزي نيسور susie nesure الصحفية في جريدة الاندبندنت البريطانية التي باحت لنا بالانطباعات والرؤي التي خرجت بها من لقاءاتها ومشاهداتها، وجاء علي رأس ذلك استمرار حزب واحد في حكم مصر لفترة طويلة وتقول ان عدم تداول السلطة يعتبر من السلبيات التي يهتم بها المستثمرون في بريطانيا، ويعطي ذلك انطباعا لهم بوجود نقص يشوب العملية الديمقراطية، وهو الأمر الذي يؤدي لتخوفهم، خاصة أن قضية حبس ايمن نور وارتباطها بمعارضته للحكم أعطت لنا انطباعا سيئا عن مجريات الاصلاح السياسي. مازالوا لا يعرفون جيدا مناخ الاستثمار في مصر، التي ترتبط في أذهانهم فقط بالحضارة القديمة والأهرامات، أما مصر الاستثمار والصناعة والأعمال فمازالت بعيدة عن فكر المستثمرين في بريطانيا. وتوضح ان مصر بها العديد من المزايا ولكنها مازالت تحتاج الي ترويج من أجل جذب المستثمرين. الأولوية الفرنسية ومن ناحيته يعرب "كلود فوكيه" claude fauquet الصحفي في جريدة "الايكو" ley echoy والتي تعتبر الجريدة الاقتصادية الأولي في فرنسا ان معظم المستثمرين الفرنسيين يوجهون اهتمامهم لدول مثل تونس والمغرب نظرا لالتصاقها بالثقافة الفرنسية مشيرة الي ان معظم الفرنسيين لا يجيدون حاليا لغة ثانية بخلاف الفرنسية، ولذلك يحرصون علي التوجه للدول التي يشيع فيها الحديث باللغة الفرنسية. ويقول لنا الحقيقة المرة: ان الفرنسيين ينظرون لمصر كدولة للسياحة ويتحدثون عن مناخها الممتاز والاماكن السياحية والترفيهية المميزة فيها، ولكنهم لا ينظرون اليها كدولة للاستثمار". ويرجع كلاود عدم اقبال المستثمرين الفرنسيين علي الاستثمار في مصر بشكل يتناسب مع المزايا والفرص التي تتمتع بها مصر، إلي تخوف الفرنسيين من صعود الجماعات الاسلامية في مصر، والذي يمكن ان يمثل تمديدا للاستثمار من وجهة النظر الفرنسية، كما أن سير برنامج انتقال الملكية للقطاع الخاص واتاحة الفرصة الكامل له لادارة النشاط الاقتصادي مازال يشكل إحدي السلبيات التي يراها الفرنسيون، بالاضافة الي التصور القائم بارتباط الحياة الاقتصادية بالبيروقراطية والذي يلعب دورا كبيرا في تخوف الفرنسيين من توجيه استثماراتهم لمصر. ويطالب بتطوير تعامل وسائل الإعلام في الدول المختلفة والتركيز علي نقل الايجابيات خاصة وأن مصر بها العديد من المزايا والامكانيات لجذب الاستثمار وتشهد تطورا آثار دهشته ورغم كل ذلك، مازالت وسائل الإعلام في فرنسا مثلها مثل وسائل الاعلام في كل الدول لا تنقل الا اخبار المشكلات والازمات والزيارات الرسمية، ويتمحور حولها كل ما يعرفه الفرنسيون عن مصر. أسباب الإحجام وكذلك توضح ايمانويل ديتشل والتي تعمل كمستشارة لشركة fleishman Hillow وهي إحدي الشركات التي تعمل في ترويج الاستثمارات في مصر، ان المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في دول الشرق الأوسط عموما نظرا للتوتر الذي يسود المنطقة، وتري ان ما يحدث من صراعات وتوترات في دول مثل لبنان والعراق والسودان ينعكس سلبا علي الاستثمار في مصر. كما تؤكد ايمانويل ان توجه الاقتصاد المصري مازال غير واضح تماما ومازال هناك شئ من التأرجح بين تحرير الاقتصاد واتاحة الفرصة للقطاع الخاص وبين التمسك بالافكار والتوجهات القديمة، وترصد في نفس الوقت عدم ملاءمة الخريجين لسوق العمل وميل بعضهم الي اللامبالاة في تأدية عملهم، وقالت إن ذلك يشكل عائقا حقيقيا أمام جذب الاستثمار الاجنبي الذي يري ان التعليم وعقلية العامل هي التي تحكم اداءه. ويضيف أندرو أحد اعضاء الجولة، وهو يعمل في إحدي شركات التي تروج للاستثمار المصري ويعيش في مصر منذ نوفمبر الماضي ان ترك الامور تسير دون تخطيط دقيق أحد أهم عوائق جذب الاستثمار الأجنبية الي مصر، بالاضافة الي ازمة المرور والمعاناة التي يشعر بها الناس عند انتقالهم عبر القاهرة وضياع الوقت والذي يعتبر أموالا في نظر المستثمر.