حافظت اسعار البترول العالمية بداية تعاملات هذا الاسبوع علي مستوياتها المرتفعة التي انهت بها الاسبوع الماضي، اذ حامت الاسعار حول أعلي مستوي في سبعة أسابيع اثر تجدد المخاوف بشأن انتاج نيجيريا والتي سبق ان ساهمت في صعود الاسعار فوق 64 دولارا للبرميل. وانخفض الخام الامريكي الخفيف تسليم مايو ستة سنتات الي 64.19 دولار ولا يزال قريبا من المستوي القياسي المسجل نهاية الاسبوع الماضي عند 64.75 دولار وهو أعلي مستوي منذ السابع من فبراير. وانخفض خام برنت 11 سنتا الي 63.40 دولار للبرميل. وكانت الاسعار قد ارتفعت نهاية الاسبوع الماضي35 سنتا بسبب قلق المتعاملين من احتمال استمرار توقف الانتاج في نيجيريا لمدة أطول حيث انضمت مجموعة ايني الايطالية لمنتجين اخرين اوقفوا الانتاج واعلنت ان هناك اسبابا قهرية دعتها لذلك نتيجة هجمات المتشددين. وقال مصدر دبلوماسي امريكي انه تم الافراج عن ثلاثة من عمال البترول الاجانب احتجزوا منذ الثامن عشر في فبراير في نيجيريا ثامن اكبر دولة مصدرة للبترول في العالم. وهو ما دفع الاسعار للتراجع قليلا بداية تعاملات هذا الاسبوع وذلك بعد أطلاق سراح ثلاث راهن أجانب بواسطة القوات النيجيرية والذي بدد قليلاً من القلق بشأن اضطراب المعروض من نيجيريا والتي تعتبر أكبر بلد أفريقي مصدر للبترول وإن كان الموقف النيجيري المتذبذب والقلق المستمر بشأن المعروض من إيران من المتوقع أن يقلل من انخفاض الأسعار. وفي نيويورك يبدو انه لم يحرز تقدم يذكر في تحديد الخطوة التالية في التعامل مع البرنامج النووي الايراني. ومارست الولاياتالمتحدة يوم الجمعة ضغوطا علي روسيا للانضمام الي خطتها الرامية لمطالبة ايران بوقف انشطة تخصيب اليوارنيوم. وارتفعت اسعار البترول في تعاملات متقلبة في الاسبوع الماضي 1.50 دولار تمثل 2.4 %. ومما ساعد علي تلك الزيادة انتهاء اجل عقود ابريل وانخفاض مفاجيء في مخزونات الخام الامريكية. ودفع الاتجاه الصعودي البترول خارج نطاق يتراوح بين 60 و64 دولارا الذي حوصرت داخله الاسعار منذ منتصف فبراير. وتواصل منظمة أوبك الضخ قرب اقصي طاقة فيما ابدي بعض الاعضاء قلقا متزايدا بشأن تنامي المخزون في الولاياتالمتحدة. وانخفض المخزون الامريكي في الاسبوع الماضي ولكنه لا يزال قرب أعلي مستوياته في سبع سنوات قبل موسم ضعف الطلب في فصل الربيع. وقال وزير الطاقة القطري عبد الله العطية انه يشعر بالقلق من تزايد المخزونات وعلي موقف العرض والطلب ولكن ينبغي الانتظار لرؤية ما سيحدث. من ناحية اخري تنبأ تقرير اصدره مصرف "سي آي بي سي" CIBC الكندي المعروف بأن زيادة النشاط الإعصاري التدميري في خليجِ المكسيكجنوبالولاياتالمتحدة، والذي تتمركز فيه صناعة البترول الأميركية، سيؤدي إلي رفع أسعار الوقود وإلي "ضربة قاضية" إلي المسعي الاميركي لاكتفاء ذاتي أكبر من الطاقة وحلم الرئيس الاميركي جورج بوش بالتخلص من البترول العربي. وتوقع التقرير الذي نشرته أسواق "سي آي بي سي" أن يؤدي فصل الأعاصير في خليج المكسيك هذا الصيف إلي أن تشهد أسعار البترول ارتفاعًا حادًا في النصف الثاني من العام الحالي. وجاء في التقرير أن وجود نشاط إعصاري تدميري بدرجة كبيرة جداً في خليج المكسيك، كما توقع العديد من علماء الطقس، قد يؤدي إلي انخفاض الإنتاج في هذه المنطقة طوال هذا العقد وأن يزداد اعتماد الولاياتالمتحدة علي الإمدادات الخارجية خصوصا من الدول العربية التي يعتبرها المحافظون الجدد في ادارة الرئيس بوش دولاً غير مستقرة لا يعتمد عليها وتهدد أمن الولاياتالمتحدة.