أخيراً بدأت بورصة الأوراق المالية برئاسة ماجد شوقي إجراءات جادة لضبط ايقاع السوق، ويأتي في مقدمة هذه الاجراءات ما انفردت به "البورصة اليوم" منذ وقت طويل بضرورة تفعيل الرقابة علي شركات السمسرة وان تراعي في توصياتها وضع المستثمر حسب النص القانوني عناية "الرجل الحريص" والتي نص عليها القانون 95 لسنة ،1992 وكذلك مراجعة تعاملات الداخليين من مجالس ادارات الشركات وتحويل بعض الحالات للتحقيق. هذه الاجراءات التي من شأنها جعل شركات السمسرة اكثر حرصا في توصياتها للمستثمرين، وأن تمتنع الشركات التي تمتلك المؤهلات اللازمة عن تقديم التوصيات، هذا عن ادارة البورصة وهيئة سوق المال، فماذا عن المستثمر الصغير؟ ان الارتفاعات الحادة التي شهدتها البورصة خلال الفترة من مارس 2003 وحتي 2 فبراير 2006 ايقظت احلام صغار المتعاملين والمدخرين، وادخلت الي البورصة اكثر من مليون مستثمر جديد، كل همهم الدخول بمبالغ صغيرة لا تتجاوز بضعة عشرات الالوف من الجنيهات، املاً في ان تتضاعف وتصل الي رقم امامه 6 اصفار خلال فترة وجيزة. وبدأ صغار المستثمرين الجدد الذين لم يكتسبوا خبرات التراجع الحاد للسوق منذ فبراير 1997 وحتي عام ،2002 دخول السوق، والاسعار في القمة بل وفي اعلي مستوياتها والمشكلة ان اغلبهم دخلوا في الشركات سريعة الحركة عالية المخاطر، والمبالغ في أسعارها وفقاً للربحية وهي شركات موجودة في كل بورصات العالم، ولكنها مناسبة للاستثمار المؤسسي وللصناديق الكبري وليس صغار المستثمرين. وبالتالي عندما ما تراجعت البورصة في فبراير الماضي وواصلت تراجعها في مارس كانوا اكبر الخاسرين وانتقلت 125 مليار جنيه هي خسائر السوق من صغار المستثمرين الذين اشتروا باعلي الاسعار الي كبار المصاربين الذين خرجوا من السوق في الوقت المناسب، وبالفعل كان صغار المستثمرين هم وقود السوق، فمن المسئول؟ مرة اخري نؤكد أن ادارة البورصة ليست واصية علي احد في اتخاذ قرار البيع والشراء، وبالتالي فالقرار الذي يتخذه المستثمر هو مسئوليته وحده، ولكن حساب شركات السمسرة التي قدمت التوصية للمستثمر الصغير واجب، اذا كانت لا تلائم قدراته، وهذه الشركات ايضا مضطرة نظراً لمحدودية العمولات وحجم انفاقها. ويبقي ان نؤكد ان المستثمر الذي يتخذ قراراً يجب عليه ان يتحمل تبعاته. لأنه اتخذه بحريته وإرادته، ولم يراع وقت الشراء مدي عدالة سعر السهم الذي يشتريه، ولا ربحيته، واذا كان المستثمر الصغير لا يمتلك مؤهلات الدخول المباشر للبورصة، فالافضل له ان يبتعد عن المضاربات في البورصة، وان يدخل في الاطروحات الحكومية فقط، او ان يدخل البورصة عن طريق صناديق الاستثمار، وعلي المستثمر ان يعي ان البورصة ليست كنوز سليمان ستهبط عليه من السماء، ولكن في مقابل عوائدها المرتفعة مخاطرها مرتفعة ايضاً، وقد تكون النتيجة خسائر، الاقتصاد الحر يحتاج لرقابة اكثر فعالية وقوة علي الاسواق، ولكن علي المستثمر الصغير ان يبتعد عن سوق المال او ان يتحمل مخاطره راضياً وان يتوقع الخسائر مثل توقعاته للأرباح. [email protected]