تحولت القاهرة إلي محط أنظار المؤسسات المالية والاستثمارية الكبري هذه الأيام والسبب استضافتها لثلاثة اجتماعات دولية مهمة ركزت علي قضية واحدة باتت تشغل بال دول العالم وهي ظاهرة غسل الأموال وتمويل الارهاب. اجتماعات القاهرة بدأت الاسبوع الماضي ومن المقرر أن تنتهي يوم 23 مارس القادم أي نهاية هذا الاسبوع. الاجتماع الأول كان من نصيب مجموعة أجمونت الدولية وهي عبارة عن تجمع عالمي لوحدات الاستخبارات العالمية المعنية بتنسيق الجهود الرامية إلي مواجهة ظاهرة غسل الأموال وتمويل الارهاب وهذا التجمع يضم وحدات مكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب بدول العالم ومن بينها الوحدة المصرية التابعة للبنك المركزي المصري اجتماع أجمونت بالقاهرة الاسبوع الماضي ولمدة ثلاثة أيام كان له طعم خاص ورونق مميز لعدة أسباب أبرزها: حجم الحضور المكثف فقد شارك في الاجتماعات ممثلون لأكثر من 50 دولة من كبريات الدول المعنية بمواجهة العمليات المالية غير المشروعة كتمويل الارهاب وغسل الأموال والجرائم المرتبطة بها كالرشوة وتجارة المخدرات والرقيق الأبيض والاتجار في السلاح والممنوعات وغيرها. علي سبيل المثال فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية شاركت في اجتماع القاهرة بتسعة أعضاء يمثلون جهات رفيعة المستوي كوزارة الخزانة وغيرها وهو ما رشحها لأن تكون صاحبة أكبر وفد لدولة أجنبية مشاركة واحتلت كندا المرتبة الثانية بسبعة أعضاء وكوريا الجنوبية 6 أعضاء وشاركت الارجنتين بخمسة أعضاء وكان هذا العدد من نصيب دول أخري من بينها الجبل الاسود أو الصرب كما شاركت وفود من دول أخري علي رأسها فرنسا والارجنتين والبحرين والبرازيل وبريطانيا وايطاليا ودول عربية أخري. السبب الثاني لأهمية اجتماع مجموعة اجمونت الدولية بالقاهرة يأتي من منطلق حرص كبريات المؤسسات العالمية علي الحضور فقد شارك في الاجتماع ممثلون عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك الدوليين ومجموعة العمل المالي (فاتف) أو جافي المعنية بمكافحة ظاهرة غسل الاموال وتمويل الارهاب علي مستوي العالم. أما السبب الثالث لأهمية اجتماع اجمونت بالقاهرة فينبع من أهمية الموضوعات المدرجة علي جدول الأعمال والتي ناقشها ممثلو الدول المشاركة، وعلي رأس هذه الموضوعات كيفية مواجهة عمليات غسل الأموال وتمويل الارهاب في ظل التطور السريع للتقنية واستخدام شبكة الانترنت العالمية وكذا كيفية تنسيق الجهود الدولية لقطع الطريق علي الارهابيين في استخدام البنوك والمؤسسات المالية في تمويل العمليات غير المشروعة التي ينفذونها من وقت لآخر داخل دول العالم المختلفة وكانت مصر قد شاركت بوفد عال المستوي في اجتماعات القاهرة رأسه المستشار سري صيام رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب ومساعد أول وزير العدل وضمن كبار المسئولين بوحدة مكافحة غسل الاموال والجهات المسئولة عن انفاذ القانون وعلي رأسها البنك المركزي وهيئة سوق المال والرقابة الادارية والهيئة المصرية للرقابة والاشراف علي التأمين والبريد وكذا ممثلون عن وزارات الخارجية والداخلية والتضامن الاجتماعي. وعلي هامش اجتماعات مجموعة اجمونت كشف المسشار سري صيام عن وجود محاولات لضم عدد من الدول العربية لعضوية المجموعة وقال ان اجمونت تضم في عضويتها 101 دولة ولا يتمتع بعضويتها من الدول العربية سوي 5 دول فقط هي مصر ولبنان والامارات وقطر والبحرين. وكشف عن ان مصر والولاياتالمتحدةالامريكية تدعمان حالياً انضمام دولة قطر للمجموعة العالمية، مشيراً إلي أنه يشترط لانضمام أية دولة لاجمونت الحصول علي دعم ومساندة دولتين لديهما العضوية الكاملة بالمجموعة، كما يشترط في الدولة المنضمة كذلك أن تتوافر لديها بنية تشريعية وأنظمة حاسمة لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وقال المستشار سري صيام إنه عقب تقدم دولة ما بطلب للانضمام لاجمونت تقوم الدولتان الراعيتان بدراسة كل الأنظمة المختلفة داخل هذه الدولة التي يتم من خلالها مواجهة الجريمة المالية والتأكد من أن لديها وحدة للتحريات المالية قادرة علي الكشف مثل هذه الجرائم، كما يتم التعرف علي مدي كفاءة النظم التشريعية والرقابية المتبعة في إجهاض هذه الجرائم وتحويل أصحابها للعدالة.