[email protected] رغم التقدم الكبير في مجال التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت ودوره في زيادة المبيعات إلا انه مازال للمعارض الدولية والبعثات الترويجية دورها المتميز في بناء علاقات تجارية خارجية جديدة وتنمية الصادرات. وإذا كنا نتفق علي أن صناعة المعلومات تعد أحد أهم الركائز المستقبلية لتنمية صادراتنا فإننا لا نعرف ما هو سر عزوف الكثير من شركات المعلومات المحلية عن التغيب عن المشاركة في فاعليات معرض سيبت هانوفر 2006 والذي يعد اكبر معرض لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط إن لم يكن في العالم. ويلاحظ أن العديد من الشركات المحلية لاسيما ذات الإمكانيات الفنية والبشرية أعلنت عن عدم مشاركتها بالمعرض لعدة أسباب أولها عدم وجود عملاء لها في السوق الأوروبي وبالتالي فليس هناك جدوي اقتصادية للمشاركة بجانب عدم القدرة علي الدخول في المنافسة مع الشركات الألمانية للبرمجيات للتواجد في السوق الالماني ثاني أكبر سوق لتكنولوجيا المعلومات علي مستوي العالم هذا ناهيك عن ارتفاع عنصر التكلفة المادية بالنسبة لبعض الشركات وعدم وجود اي خطط مسبقة عن تفعيل أوجه التعاون بين شركات البرمجيات المصرية ونظيرتها في السوق الاوروبي. ونتصور أن وجود الدعم السياسي من خلال مشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فاعليات المعرض كان يجب أن ينعكس بصورة ايجابية علي زيادة مشاركة شركات التكنولوجيا المحلية إلا أنه يبدو من خلال قراءة الواقع أن هناك حلقة اتصال ما مفقودة بين جميع الاطراف المعنية بتنمية صادرات البرمجيات أو أن كل طرف يعمل علي طريقته من وجهة نظره فقط وبغض النظر عما يقوم به الآخرون وليس هناك نوع من التنسيق المطلوب في مثل هذه المناسبات الدولية لرسم صورة جديدة لصناعة البرمجيات المحلية. لا نريد في الحقيقة أن نشير كما يردد البعض الي أن أغلب الشركات المشاركة بالمعرض هي شركات حكومية أو شبه حكومية وبالتالي فان قرار مشاركتها بالمعرض ليس بناء علي جدوي اقتصادية وإنما تلبية لرغبة أو قرار سياسي في المقام الأول فهذا في تصورنا يتنافي مع ما تنادي به الحكومة ليل نهار من تشجيع لسياسة التحرر الاقتصادي لجميع المؤسسات وخاصة قطاع الاتصالات والمعلومات. ونعتقد أن المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة للتكنولوجيا أو إقامة معرض خارجي لصناعة المعلومات المصرية لا يجب أن تقتصر أهدافه فقط علي بيع المعروضات المصاحبة للعارضين و إنما الهدف الجوهري منه هو إعادة تقديم مصر الحديثة بوجهها الجديد وما تتضمنه من أنشطة وصناعة تكنولوجية وإلكترونية ربما تفوق ما هو موجود لدي الكثير من الدول لاسيما الدول النامية كذلك نريد أن تكون هذه المعارض الخارجية والبعثات الترويجية أداة فعالة ونافذة مفتوحة علي ما يدور حولنا من تغيرات متسارعة وليس مجرد عرض ما لدينا وذلك من خلال عقد لقاءات مع المنتجين الأجانب للتعرف علي الجديد في كل مجال وكيفية تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير وتحسين الإنتاج وهو ما نعتقد ان الدور الأساسي الذي يجب أن تقوم به اي جهة تتولي الإشراف علي تنظيم المشاركة في المعارض الخارجية بالتنسيق مع مكاتب جهاز التمثيل التجاري المنتشرة بالخارج وخاصة في السوق الاوروبي ككل. في النهاية نأمل أن يكون لمنتجاتنا التكنولوجية والإلكترونية تواجدا ملموسا ومؤثرا في جميع المعارض الدولية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات بشرط تفعيل عنصر التنسيق بين جميع الاطراف المعنية بالتنمية التكنولوجية وأن تكون هناك جهود مسبقة للترويج لصناعة المعلومات المحلية وليس الاكتفاء بالإجراءات الروتينية كتجهيز الجناح والإقامة والسفر فقط والتي نتصور أنها لا تمثل معيار النجاح الوحيد لمشاركتنا في تلك المعارض فلا يمكن أن تجد جناح الشركات الإيرانية والتركية والهندية يضم أكثر من 50 شركة والجناح المصري لا يضم سوي 19 شركة فقط مدعومة حكوميا.