علمت "العالم اليوم" من مصادر رفيعة المستوي أن توجيهات عليا صدرت صباح أمس كانت وراء مطالبة الجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية للشركة القابضة للتجارة برئاسة المحاسب هادي فهمي بإعداد تقرير مفصل حول ملابسات تقييم أصول شركة عمر أفندي التي أعدتها القابضة وبلغت قيمتها ما يجاوز المليار جنيه.. فيما يجري التفاوض حالياً مع الشركة السعودية أنوال لبيع الشركة مقابل 504 ملايين جنيه. تجدر الإشارة إلي أنه حتي مثول الجريدة للطبع لم تنته المفاوضات مع المستثمر السعودي بسبب ملاحظات لجنة البت علي العرض المقدم للشراء ومنها شروط السداد استمرار النشاط حقوق العمال بالإضافة إلي تحفظ الشركة السعودية علي استحواذ القابضة للتجارة علي 10% من أسهم الشركة. وعلمت "العالم اليوم" أن الدكتور مصطفي عيد مستشار وزير الاستثمار ورئيس الشركة القابضة للسياحة والسينما والسكان سابقاً قد انضم أمس لفريق التفاوض مع الشركة السعودية. وكشفت مصادرنا عن موافقة د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار قبل شهور علي التقييم الذي ورد إليه من لجنة التحقق من التقييم التي شكلها بقرار منه وبرئاسة نائب رئيس مجلس الدولة وضمت في عضويتها ممثلي وزارة المالية والقابضة للتجارة وعمر أفندي وخبراء اقتصاديين إضافة إلي الجهاز المركزي للمحاسبات.. ليبدأ علي أساس السعر الذي انتهت إليه اللجنة ووافق عليه الوزير وطرح مزايدة بيع شركة عمر أفندي التي كشفت الأوراق عن تقدم عرض وحيد لها من الشركة السعودية تجاوزت قيمته نسبة 10% عن السعر المحدد للاسترشاد به. من جانب آخر لم ينف المحاسب هادي فهمي رئيس الشركة القابضة للتجارة في تصريح خاص ل "العالم اليوم" وجود تقييم آخر لأصول شركة عمر أفندي مؤكداً أن هذا التقييم الذي أعد بناء علي رغبة مروجي بيع الشركة وهما البنك الأهلي وال CIB كان وراءه التحوط لفشل بيع عمر أفندي التي سبقتها ثلاث تجارب فاشلة.. فكانت أحد المقترحات المقدمة من المروجين أن تنتهي القابضة للتجارة مع إعداد تقييم منفصل يمكن من خلاله بيع أصول الشركة بالتجزئة لبعض السلاسل التجارية العالمية مثل "لافاييت" و"ماركس آند سبنسر". وأضاف أنه علي الجانب الآخر تضمن هذا التقييم الذي جاوز المليار جنيه جميع المستحقات المطلوب سدادها، ومنها علي سبيل المثال 300 مليون جنيه للمعاش المبكر و54 مليون جنيه للضرائب و84 مليون جنيه مديونيات بالإضافة إلي استبعاد الاسم التجاري فالبيع بهذه الطريقة والكلام لهادي فهمي معناه تصفية الشركة بالكامل بما فيها العمالة التي يبلغ عددها 6000 عامل. وكشف رئيس الشركة القابضة للتجارة أنه لا علاقة له علي الاطلاق بلجان البت التي تم تشكيلها، وشدد علي أن المفاوضات لم تنته حتي الآن وإن كانت تمر بمرحلة في غاية الشراسة.. حيث نؤكد من جانبنا علي ضرورة الحفاظ علي الشركة وممارسة نفس النشاط والالتزام بما لديها من عمالة بالإضافة إلي ضخ استثمارات لإعادة تدريب ورفع كفاءة العاملين بها. وأضاف أنه ليس هناك مدة محددة لإنهاء التفاوض مع المشتري السعودي.. ولا صحة لما تردد حول مناقشة مجلس إدارة الشركة في اجتماعه غداً الخميس لما تم التوصل إليه حيث لم تنته المفاوضات بعد. كانت "العالم اليوم" في عدديها "الأسبوعي" و"اليومي" قد انفردت بنشر تفاصيل العرض "اليتيم" الذي قدمه المستثمر السعودي لشراء شركة عمر أفندي بقيمة 504 ملايين جنيه، والملاحظات التي تضمنتها محاضر لجنة البت في العطاء التي انتقدت القيود التي وضعتها الشركة السعودية التي تخل بالتوازن الفني والمالي بالعرض وتجعله غير متفق وكراسة الشروط، وغير محقق لمصلحة الشركة القابضة للتجارة وأيضاً لشركة عمر أفندي بالإضافة إلي تحفظاتها علي شروط السداد وحقوق العمالة والإبقاء علي النشاط.
