فجأة وبلا مقدمات أصبح العالم كله ضد الشعب الفلسطيني لانه انتخب حماس.. وتحولت حماس في الإعلام الغربي الي "بعبع" مخيف وعدو لكل من يسعون للسلام.. وإذا سألت اين كان هذا السلام طوال عشرة أعوام ماضية لن تجد اجابة.. لقد منعت الادارة الامريكية المساعدات عن الشعب الفلسطيني لانه مارس حقه في الحرية واختار ممثليه ونوابه.. وانزعجت الدوائر الغربية لان حماس وصلت الي السلطة بينما كان الجميع يريدون بقاء الحال علي ما هو عليه كلام ومفاوضات ووفود وهدم للمنازل واعتداء علي الشعب الفلسطيني وقتل لرموزه وكل هذا تحت راية السلام. اين كان هذا السلام في مفاوضات اوسلو ومدريد والقاهرة ومئات اللقاءات والاجتماعات في عهود رابين ونتنياهو وبيريز وباراك وشارون.. أين كانت مفاوضات السلام بين عرفات ورابين وجائزة نوبل.. واين كانت مفاوضات السلام في كامب ديفيد بين الرئيس الامريكي السابق بل كلينتون وعرفات وباراك.. واين كانت هذه المفاوضات وعرفات مسجون في مقره في رام الله واين كان هذا السلام والرئيس بوش يرفض ان يلتقي بعرفات بينما يصر شارون علي التخلص منه حتي قتله في باريس. أين كان السلام الذي يتحدثون عنه في كل هذه المناسبات سنوات طويلة.. ماذا كان الرئيس بوش يتحدث عن الديمقراطية في الشرق الاوسط ويري ان اسرائيل هي واحة الديمقراطية فلماذا لم يرفض وصول شارون للسلطة واعتداءاته المتكررة علي الشعب الفلسطيني.. ولماذا ترفض امريكا حق الشعب الفلسطيني في اختيار مستقبله ومصيره ان اخطر ما في قرار الشعب الفلسطيني باختيار حماس انه تعب من اساليب التحايل والكذب التي تمارسها اسرائيل بمساعدة امريكا.. لقد وعد الرئيس بوش القيادة الفلسطينية بان عام 2005 سوف يشهد اقامة دولتين: اسرائيل وفلسطين ثم تراجع في وعده والقي بالميعاد الوهم الي عام 2009 اي بعد ان يخرج من البيت الابيض ويترك الاكذوبة الامريكية لرئيس آخر.. وهذه الوعود الكاذبة والاحلام الوردية المؤجلة لا تصلح مع حماس وقياداتها لانها تدرك انها لن تقع في فخ اوسلو ومدريد والقاهرة وتنتظر الوعود الامريكية مرة اخري.. ان اختيار الشعب الفلسطيني لحماس تأكيد لفشل سياسات سبقت من الحكومات الفلسطينية والامريكية والاسرائيلية ومن ساعدهم من دول المنطقة.. وليس هناك ما يبرر بقاء هذا الفشل او هذا التلاعب او الاستمرار في كل هذه الاكاذيب.